حوثي ضد إسرائيل.. بطولة من ورق!
صلاح الطاهري
اليوم، وبعد أن تحول ميناء الحديدة، شريان حياة ملايين اليمنيين، إلى هدف مباشر لإسرائيل، تتساقط كل الادعاءات تحت ركام الواقع. الميناء الذي يدخل منه الغذاء والدواء والمعونات الإنسانية، لم يسلم من التصعيد، وكأن الشعب اليمني أصبح ورقة قابلة للاحتراق في لعبة كبرى لا ناقة له فيها ولا جمل.
في الزاوية اليمنية، يظهر الحوثي كبطل أسطوري في خطابه، يطلق صواريخه نحو إسرائيل كما لو كانت رسائل غرامية غاضبة، متوهماً أنه يصنع بذلك مجداً قومياً أو إسلامياً. لكنه لا يصيب سوى اليمن، ولا يدمر سوى ما تبقى من حياة اليمنيين.
ميناء الحديدة يُضرب، فتُضرب معه الأمعاء الخاوية، والمستشفيات، والمدارس، وأحلام الطفولة.
طفولة يسرقها الحوثي لمحارق حربه العبثية بفعل الحاجة والفاقة والجوع، وآباء يتساءلون كيف يحمون أسرهم، من كل ذلكم الضياع والوطن كله يبحث عن معنى للكرامة وسط هذا الدمار.
الضحكة المُرة واللعنة الساخطة تأتي حين يصر الحوثي على تقديم نفسه كـنصير لغزة وعدو لإسرائيل، فيما يتلقى اليمنيون الضربات من الجهتين، قمع الحوثي في الداخل وضربات إسرائيل على البنية التحتية الحيوية.
أما إسرائيل، فهي في حسابها البارد، تتعامل مع الحوثي كمُزعج صغير، لا أكثر. لكنها تضرب ما يؤلم الناس، لا ما يؤلم الحوثي. والنتيجة اليمني وحده يدفع الفاتورة كاملة.
فأي بطولة هذه؟
بطولة من ورق، تُدفع ثمنها صحة وتعليم وأمن وكرامة ولقمة عيش. وحياة شعب ومستقبل جيل برمته.
الحديدة، اليوم، وكل أرض يستبيحها العبث والخرافة الحوثية والغارات الإسرائيلية لم تعد ميناءً ولا مدناً ولا قرى فقط… بل رمزاً لجنون الحوثي، ولا مبالاة العالم، وعبثية الصراعات التي يتحول فيها المدني الأعزل إلى حطب لحروب لا تعنيه.
وفي خضم هذا كله، يبقى السؤال الأهم: إلى متى سيبقى اليمني يدفع ثمن أوهام وزيف الحوثي وإجرامه وغارات وخساسة إسرائيل وسكوت العالم عن كل ذلك؟!