تشكيل أول برلمان سوري بعد سقوط نظام الأسد واستبعاد ثلاث محافظات

أعلنت اللجنة العليا للانتخابات في سوريا، يوم الاثنين، تشكيل أول مجلس شعب بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، في بداية لمرحلة سياسية جديدة، رغم ضعف التمثيل النسائي واستبعاد ثلاث محافظات من المشاركة.

وأوضح المتحدث باسم اللجنة، نوار نجمة، في مؤتمر صحفي بدمشق، أن المجلس يضم 119 عضواً تم اختيارهم وفق الآلية التي نص عليها الإعلان الدستوري المؤقت، مشيراً إلى أن 21 مقعداً لا تزال شاغرة عن محافظات السويداء والرقة والحسكة "لأسباب أمنية".

وأضاف أن عملية الاختيار لم تجري عبر انتخابات عامة، وإنما من خلال هيئات مناطقية شكلتها اللجنة العليا للانتخابات، التي عين رئيس الجمهورية أحمد الشرع أعضاءها.

ووفق الآلية المعلنة، يُنتخب ثلثا أعضاء المجلس وعددهم 140 عضواً، فيما يُعيَّن الثلث المتبقي من قبل الرئيس.

ويمتد عمل المجلس لمدة 30 شهراً قابلة للتجديد، على أن يتولى مهمة التشريع ومراقبة أداء الحكومة، في ظل غياب أحزاب المعارضة المنظمة واحتفاظ السلطة التنفيذية بسلطات واسعة.

وأظهرت النتائج أن النساء شكلن 4 بالمئة فقط من إجمالي الأعضاء، فيما نال المكون المسيحي مقعدين، في حين خسر المرشح اليهودي الوحيد مقعده. 

واعتبر نجمة أن هذه النسب "لا تعكس حقيقة التنوع السوري ولا مكانة المرأة في المجتمع"، مرجحاً أن يسهم الثلث الرئاسي في تصحيح الخلل التمثيلي.

وأكد المتحدث أن المجلس "لا يقوم على مبدأ المحاصصة، وكل عضو يمثل المجتمع السوري بأكمله"، في حين أشار مراقبون إلى أن ضعف تمثيل الأقليات والنساء يهدد بتكريس نمط سياسي أحادي، رغم الحديث عن مرحلة انتقالية جديدة.

ويُعد هذا التشكيل أول برلمان في سوريا منذ عقود لا يضم حزب البعث، الذي كان يحتكر الحياة السياسية في البلاد، في إشارة رمزية إلى انطواء صفحة النظام السابق، وإن ظلت ملامح المرحلة المقبلة غامضة بانتظار اكتمال التشكيلة النهائية للمجلس.