حكم قضائي بالسجن 20 شهرا لهاكر بريطاني من أصول يمنية اخترق مواقع إلكترونية في 3 دول

ذكرت صحيفة «إكسبريس» البريطانية، الاثنين، أن المحكمة في مدينة شيفيلد أصدرت حكمًا بالسجن لمدة 20 شهرًا بحق الهاكر البريطاني من أصول يمنية، الطاهري المشرقي (26 عامًا)، بعد إدانته باختراق مواقع إلكترونية في كل من الولايات المتحدة واليمن وإسرائيل، وسرقة بيانات الدخول الخاصة بملايين المستخدمين.

وأوضح التقرير أن المشرقي، المقيم في مدينة روذرهام البريطانية، أُلقي القبض عليه على يد وحدة الجرائم الإلكترونية في الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة البريطانية (NCA)، بناءً على معلومات استخباراتية من جهات أمنية أمريكية حول أنشطة مجموعتي القرصنة المتطرفتين المعروفتين باسم «سبايدر تيم» (Spider Team) وما يسمى بـ«الجيش السيبراني اليمني» (Yemen Cyber Army)، وهي مجموعة قرصنة مؤيدة للحوثيين.

وتمكن المحققون من ربط المشرقي بـ"الجيش السيبراني اليمني" من خلال حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني، فيما أظهرت التحليلات الجنائية لأجهزته الإلكترونية — بما في ذلك حاسوبه المحمول وعدة هواتف — أنه اخترق عددًا من المواقع، من بينها موقع وزارة الخارجية اليمنية، وموقع وزارة الإعلام الأمني اليمنية، وموقع إخباري إسرائيلي.

وأشار الموقع إلى أن نشاط المشرقي تمحور حول الوصول غير المصرح به إلى مواقع إلكترونية وإنشاء صفحات مخفية تتضمن رموزه الإلكترونية ورسائل ذات طابع ديني وسياسي تعكس توجهاته الفكرية. وكان يستهدف غالبًا المواقع ذات الحماية الضعيفة، سعيًا وراء اكتساب سمعة داخل مجتمع القراصنة الإلكترونيين بعدد عمليات الاختراق التي ينفذها.

وبحسب التقرير، فقد ادعى المشرقي في أحد المنتديات الإجرامية على الإنترنت أنه تمكن من اختراق أكثر من 3,000 موقع خلال 3 أشهر فقط في عام 2022. لكن تحليل أجهزة الكمبيوتر المضبوطة أظهر أن نطاق أنشطته كان أوسع بكثير، إذ عُثر لديه على بيانات تخص أكثر من 4 ملايين مستخدم لموقع فيسبوك، إضافة إلى ملفات تحتوي على أسماء مستخدمين وكلمات مرور لخدمات مثل نتفليكس و«باي بال»، ما يشير إلى نيته استغلالها في عمليات أخرى.

وكشفت التحقيقات أنه في فبراير 2022، وبعد اختراقه لموقع «إسرائيلي لايف نيوز» (Israeli Live News)، تمكن من الوصول إلى الصفحات الإدارية للموقع وتحميل محتواه بالكامل، كما نفذ هجمات مماثلة ضد موقعين تابعين للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، مستخدمًا أدوات لفحص نقاط الضعف وكشف أسماء المستخدمين.

كما أظهرت الأدلة أن المشرقي استهدف مواقع دينية في كندا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى موقع مجلس المياه بولاية كاليفورنيا، ما ألحق أضرارًا مالية وتنظيمية كبيرة بتلك الجهات، وفقًا لما أكدته الوكالة البريطانية بالتعاون مع شركائها في أجهزة الأمن الدولية.

وأشار الموقع إلى أن ما يسمى بـ"الجيش السيبراني اليمني"، الذي ارتبط به المشرقي، هو مجموعة قرصنة مؤيدة للحوثيين، كانت قد تبنت عام 2015 مسؤولية اختراق موقع صحيفة «الحياة» اللندنية الموالية للسعودية، وكذلك تسريب بيانات من وزارة الخارجية السعودية التي ظهرت لاحقًا في تسريبات «ويكيليكس». ورغم زعم المجموعة أنها تعمل من داخل اليمن، يرجح خبراء الأمن السيبراني أنها مدعومة من إيران استنادًا إلى بيانات عناوين الإنترنت (IP) واستخدامها اللغة الفارسية في بعض أنشطتها.

وكان من المقرر أن يُحاكم المشرقي في مارس الماضي أمام محكمة التاج في شيفيلد بتهمة ارتكاب 10 مخالفات بموجب قانون إساءة استخدام الحواسيب البريطاني، لكنه أقر بالذنب في 9 منها، ليُحكم عليه في 17 مارس بالسجن 20 شهرًا في القضية ذاتها.