سوريا تبدأ أول انتخابات برلمانية بعد سقوط الأسد

انطلقت في سوريا، الأحد، أول عملية لاختيار برلمان جديد منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، وتولي الرئيس الحالي أحمد الشرع المرحلة الانتقالية.

وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة إجراءات أعلنها الشرع مطلع العام الجاري، شملت حلّ مجلس الشعب السابق وتوقيع إعلان دستوري مؤقت حدد مدة المرحلة الانتقالية بخمس سنوات، إلى حين إعداد دستور دائم وإجراء انتخابات عامة على أساسه.

وبحسب الإعلان الدستوري، فإن البرلمان الجديد، الذي سيحمل اسم "مجلس الانتقال الوطني"، سيُشكّل لولاية تمتد 30 شهراً قابلة للتجديد، على أن يتم اختيار أعضائه بآلية غير مباشرة، وليس عبر اقتراع شعبي.

ووفقاً للآلية المعتمدة، تنتخب هيئات مناطقية شكّلتها لجنة عليا عيّن الرئيس أعضاءها، ثلثي أعضاء المجلس البالغ عددهم 210، بينما يُعيّن الشرع الثلث المتبقي.

وبرر الشرع هذا النظام الانتخابي بالقول إن البلاد تمر بمرحلة "استثنائية لا تسمح بإجراء انتخابات مباشرة"، مشيراً إلى أن "غياب الوثائق الرسمية" و"وجود ملايين السوريين خارج البلاد دون أوراق ثبوتية" يجعل التصويت العام أمرًا غير ممكن حاليًا.

وأضاف في كلمة متلفزة: "ما يجري هو خطوة مؤقتة نحو بناء مؤسسات شرعية تمهّد لانتخابات حرة وشاملة عندما تتوافر البيئة السياسية والأمنية المناسبة".

ووفق بيانات اللجنة العليا للانتخابات، يتنافس 1578 مرشحاً على مقاعد المجلس، بينهم 14% من النساء، في حين سُجّل ترشح هنري حمرا، وهو سوري أمريكي من أصول يهودية، يُعدّ نجل آخر حاخام غادر سوريا في التسعينات، ليكون أول مرشح من الطائفة اليهودية منذ سبعة عقود.

وتشير اللجنة إلى أن نحو 6 آلاف شخص يشاركون في عملية الاختيار عبر الهيئات الانتخابية، بينما بدأت بعض المراكز في فرز الأصوات فور إغلاق الصناديق، على أن تُعلن النتائج رسمياً خلال الساعات القادمة.

وكانت اللجنة قد أجّلت العملية الانتخابية في محافظات السويداء والرقة والحسكة لأسباب أمنية، قبل أن تُشكّل في سبتمبر لجاناً فرعية لإجراء الاقتراع في المناطق الخاضعة لسيطرة السلطات بتلك المحافظات.