ألمانيا تتهم عنصراً سابقاً في مخابرات الأسد بارتكاب جرائم ضد الإنسانية

وجّه الادعاء العام الألماني اتهامات رسمية إلى عنصر سابق في أجهزة الاستخبارات السورية، بتورطه في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، شملت تعذيب وقتل عشرات المعتقلين داخل أحد سجون العاصمة دمشق، خلال السنوات الأولى من حكم الرئيس السوري السابق بشار الأسد في ظل اندلاع النزاع.

وأوضح الادعاء الألماني، في بيان صدر الاثنين، أن المتهم، الذي جرى توقيفه في مايو/أيار 2025 "فهد أ"، يُشتبه في عمله حارساً بأحد مراكز الاحتجاز في دمشق خلال الفترة الممتدة من أواخر أبريل/نيسان 2011 وحتى منتصف أبريل/نيسان 2012.

ووفق البيان، شارك المتهم في أكثر من 100 جلسة استجواب، تعرّض خلالها المعتقلون لانتهاكات جسيمة، شملت الصعق بالكهرباء والضرب المبرح باستخدام الكابلات، إلى جانب أساليب تعذيب أخرى وصفتها النيابة بـ"الوحشية والمنهجية".

وأضاف الادعاء أن المتهم نفّذ، بناءً على أوامر مباشرة من رؤسائه، انتهاكات متكررة بحق السجناء خلال فترات الليل، من بينها تعليقهم من الأسقف، وإغراقهم بالمياه الباردة، وإجبارهم على البقاء في أوضاع جسدية قسرية لفترات طويلة، ما تسبب في معاناة جسدية ونفسية شديدة.

وأكدت النيابة العامة أن هذه الممارسات، إلى جانب الظروف الإنسانية المتدهورة داخل السجن، أدت إلى وفاة ما لا يقل عن 70 معتقلاً، معتبرة ذلك جزءاً من نمط واسع من الانتهاكات التي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.

ويستند الادعاء الألماني في هذه القضية إلى مبدأ الاختصاص القضائي العالمي، الذي يتيح للمحاكم الألمانية ملاحقة ومحاكمة مرتكبي الجرائم الخطيرة، بما فيها جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، بغض النظر عن مكان ارتكابها أو جنسية الضحايا والجناة.

وخلال السنوات الأخيرة، أسفرت هذه القوانين عن توقيف ومحاكمة عدد من المشتبه بتورطهم في انتهاكات جسيمة خلال الحرب السورية، في ظل وجود جالية سورية تُقدّر بنحو مليون شخص داخل ألمانيا.