استمرار الاعتداءات الحوثية على جامع السنة بسعوان: اقتحام مسلح وفرض خطيب بالقوة

الصورة ارشيفية

شهد حي سعوان في العاصمة المختطفة صنعاء، الجمعة، واقعة جديدة من الاعتداءات المتكررة التي تستهدف جامع السنة ومرتاديه، بعد أن أقدمت عناصر مسلحة تابعة لمليشيا الحوثيين على اقتحام المسجد بقوة السلاح، في خطوة وُصفت بأنها تصعيد خطير ينذر بمضاعفة التوتر في المنطقة.

وبحسب شهود عيان، فقد دخلت إلى الجامع مجموعات مسلحة تحمل بنادق وأدوات حديدية وصواعق كهربائية، فيما عمدت بعض العناصر إلى التلويح بالعنف والتهديد، الأمر الذي بث الرعب بين المصلين والأهالي القاطنين بالقرب من المسجد.

وذكر الحاضرون أن خطيب الجامع، الشيخ عبدالباسط الريدي، مُنع من إلقاء خطبة الجمعة، بعد تهديد مباشر ووعيد بانتقام طائفي.

وأشار الأهالي إلى أن عدداً من المصلين عند بوابة المسجد حاولوا تذكير العناصر المسلحة بأن دور العبادة ليست ساحات للصراع أو لعرض المظاهر المسلحة، وأن على الجميع احترام قدسية بيوت الله، غير أن المسلحين رفضوا الإنصات، ما أدى إلى إقلاق السكينة العامة وترويع الناس، وتسبب في عزوف كثير من السكان عن دخول المسجد لأداء صلاة الجمعة، خلافاً لما اعتادوا عليه من الحضور الكثيف لخطب الشيخ الريدي.

ويأتي هذا الحادث في سياق سلسلة من الانتهاكات السابقة التي استهدفت طلاب العلم في جامع السنة خلال الأشهر الماضية، إذ تؤكد مصادر محلية أن الجماعات ذاتها استخدمت أدوات حديدية وصواعق كهربائية وهراوات (عصي غليظة)، ما أسفر عن إصابات طلاب المسجد. كما اتُّهمت هذه الجماعات المسلحة بالاستعانة بقوات من الأمن المركزي لمساندتها في عمليات اقتحام واعتداء سابقة، وهو ما أثار استياءً واسعاً في أوساط السكان والوجهاء.

إلى جانب الاعتداءات الجسدية والتهديدات، لم تكتفِ الجماعة المسلحة بما تمارسه من انتهاكات داخل جامع السنة، بل حاولت – بحسب شهود عيان – منع أي عملية تصوير أو توثيق لما يحدث. فقد أكد المصلون أن المسلحين صادروا هواتف عدد من الطلاب والشبان الذين حاولوا تسجيل أو تصوير ما جرى من اقتحامات واعتداءات، بل وأُحيل بعضهم إلى التحقيق كإجراء عقابي وترهيبي.

ويرى ناشطون أن هذا السلوك يعكس رغبة واضحة في طمس الحقائق والتغطية على الممارسات العدائية ضد طلاب العلم، ما يزيد من القلق حيال غياب أي شفافية أو محاسبة، ويضاعف شعور الأهالي بأن ما يجري مخطط له بعناية بعيداً عن أعين الرأي العام.

 

 حالة من الخوف والاحتقان 

الاعتداء الجديد خلف حالة من القلق والاحتقان في أوساط سكان حي سعوان، الذين عبروا عن مخاوفهم من استمرار استهداف المسجد وتحويله إلى ساحة صراع، وهو ما يهدد السلم الأهلي في المنطقة ويقوض حق السكان في ممارسة عباداتهم بأمان.

مطالبات بوقف الاعتداءات أو فتح طريق آمن

الشيخ عبدالباسط، إمام جامع السنة، وجه نداءً إلى الجهات المعنية لوقف ما اعتبرها "تجاوزات متكررة" تستهدفه وتستهدف طلابه، مؤكداً أن لهم الحق في ممارسة أنشطتهم الدينية والعلمية دون مضايقات. وأوضح أنه إذا استحال البقاء في بيئتهم الحالية بأمان، فإن من الواجب توفير ممر آمن له ولطلابه ليتمكنوا من مغادرة المنطقة بسلام، باعتبار أن الاستقرار والطمأنينة حق مشروع لكل إنسان ، ولا يجوز مصادرته تحت أي مبرر.