"المتربصون بتعز"..!!
أحمد غراب
كيف يمكن وفي أي منطق يصبح المطالِب بكشف قتلة افتهان هو المتهم، وهو المشبوه، وهو المتربص بتعز؟!
يا لرداءة المرحلة!!!
قتلة يتجولون، والضحية تُدفن مرتين: مرةً في قبرها، ومرة في بعض الضمائر المهترئة.
وحين يرتفع صوتٌ يقول: "من قتل افتهان؟"، تجد من يقول "اصمتوا! إنكم تُتربصون بتعز!" بهذا المنطق الاعوج يصبح العدل خيانة والمطالبة بالقصاص مؤامرة و القاتل رفيق نضال والقتيلة؟ مجرد تفصيل هامشي !
حين يُصبح الانتماء القبلي او السياسي والمصالح السياسية أهم من العدالة والحق، تُقلب المفاهيم:
العدالة تتحول إلى مؤامرة والمطالبة بالقصاص تصبح تربصا بالمدينة، الضحية تُنسى كأن لم تكن والمجرم يُبرر له أو يُحاط بالصمت.
وكل من يرفع صوته بالحق يُتهم بأنه "يتربص" بتعز أو يخدم أجندة ما، وكأن المطالبة بكشف قتلة "افتهان" جريمة أكبر من جريمة اغتيالها نفسها!
من يطالب بالعدالة لافتهان لا يتربص بتعز، بل يحمي تعز.
السكوت عن الجريمة هو الغول المتوحش الحقيقي الذي يتربص بتعز، وابناءها ويهدد حياتهم!
كل مدينة، كل جماعة، كل إنسان، يُختبر في لحظة كهذه، إنسانيتك ومبدأك وقيمك هي ما ينبغي أن يكون المعيار ولا شيء آخر.
إذا كان دم فتاة مدنية، مسالمة، لا يُحرّك في بعض الناس شيئاً إلا الاتهام والتخوين... فالمشكلة ليست في من يطالب، بل في من يصمت أو يبرّر.
*صفحته على الفيسبوك