تعز المختطفة.. صراع النفوذ والدم في مدينة محاصرة!

ماجد زايد

إشكالية تعز تكمن في ضعف سطوة جهاتها الرسمية، سواءً كانت جهات مدنية أو جهات عسكرية.. جرائم مدينة تعز تختلف تمامًا عن جرائم صنعاء وعدن ومأرب والمخا وشبوة وغيرها من المحافظات، الجرائم في تعز، تستهدف مديرين حكوميين وقادة عسكريين، تستهدفهم في عز النهار، بلا أي رادع أو تردد أو خوف، كأنهم أضعف الفئات الموجودة بالمدينة، وهذا غريب جدًا: أن تصبح الجهات الرسمية عرضة للقتل والاغتيال، عبر عصابات مسلحة تشكل تكتلات موازية لكيان السلطة، عصابات مرتبطة بوجه أو بآخر، برجالات السلطة الهشة ذاتها. 

النموذج السلطوي في تعز لا يمثل حزب الإصلاح كطريقة حكم، نموذج السلطة المعني بالإصلاح يتمثل في مأرب، إذا أردنا فعلًا مقارنة طريقتهم وقبضتهم الأمنية. أما سلطة تعز، فهي خليط من الفكر والفشل والطمع والمصالح والصراع المعقد، من التطرف والانفتاح، من الراديكالية واليسارية وقوى عدم الانحياز، كل هذا في جغرافيا ضيقة وصغيرة وجافة ومتزاحمة، مع أعداد كبيرة من المواطنين والوافدين، إلى جانب شعور حكامها المؤقتين بالخطر من شمالها، وبالحذر من جنوبها، وبالترقب من داخلها، وبالرهبة من بينها، تاركين المدينة وكرًا للعصابات والصراعات والتعقيدات المتداخلة ببعضها. 

تعز في هذه الفترة على وجه الخصوص، بحاجة إلى طرف واحد يحكمها، كما يحكم بقية الأطراف مناطقهم، عليهم البحث عن أنسب طرف بإمكانه ضبط المدينة برمتها، الأمر ليس صعبًا، هنالك من يقدر على جعل الشعوب تمضي في طريقها بلا أعراض جانبية، رحم الله الأستاذة #إفتهان_المشهري وخالص عزائنا لأهلها وأقاربها، سيدة يمنية قوية وعظيمة، وشهيدة عن أحلامنا، ربنا يرحمها برحمته، ويجعل مثواها الجنة، عاشت لأجل مدينتها، ودفعت روحها لأجل شعبها، وسيكون هذا الاسم نقطة فاصلة في حياة الناس بمحافظة تعز.