"فخاخ الموت" الحوثية تستبيح الطفولة

عادةً ما يسقط الأطفال ضحايا الألغام والعبوات الناسفة التي تزرعها مليشيا الكهنوت الحوثية، لعدم وعيهم بالأجسام الخطيرة والمتفجرة التي تنشرها المليشيا بُغية حصد أرواح الأبرياء المدنيين الذين يغلب عليهم الأطفال في قوائم الموت الناتجة عن جرائم الحوثيين.

وما لم يكن متوقعاً، هو أن تلجأ مليشيا الحوثي الإرهابية إلى تمويه المتفجرات على هيئة ألعاب أطفال لاستدراج الصغار إليها ليلاقوا حتفهم الذي تتقصد المليشيا سَوقهم إليه عبر هذه الأساليب الإرهابية والعدوانية.

العشرات من الأطفال قضوا بسبب الالغام والعبوات المموهة؛ ولعل الساحل الغربي شهد حوادث متكررة من هذا النوع، إحداها تعرض لها ثلاثة أطفال من أبناء قرية القضابا، في ضواحي مديرية الخوخة سقط على إثرها شهيد وأصيب اثنان أحدهما تعرض لإعاقة دائمة.

ثلاثة أطفال هم: أبو بكر، وعلي، وسليمان، حيث قتل الأول، وأعيق الثاني، وجرح الثالث بشظايا سكنت جسده، وذلك عندما كانوا في مزرعة قبالة منزلهم الذي عادوا إليه بعد رحلة نزوح أجبروا عليها من قبل الحوثيين قبل تحرير منطقتهم من قبل القوات المشتركة.

يقول سلمان، إنهم عثروا على لعبة فتسابقوا للظفر بها، لكن سرعان ما انفجرت بمجرد أن لمسوها، متسببة بجريمة لم تزل آثارها باقية حتى اللحظة على جسد علي الذي فقد رجله وبات معاقا على إثرها لا يستطيع الحركة إلا عبر عكازتين.

وتحدث ل"2 ديسمبر" الطفل أحمد ضاري، وهو صديق قريب من علي الذي لا يستطيع الحديث، عن تفاصيل مؤلمة شاهدها عقب الحادثة بلحظات، حيث كانت الدماء تنهمر من أجساد الضحايا الذين قتل أحدهم على الفور، حسب قوله.

وعبر عن فقدانه لأبي بكر، وحزنه على الحال الذي آل إليه علي؛ بسبب الإصابة التي تسببت ببتر قدمه. لكن علي لم يستسلم واستطاع التعود على عكازتيه للحركة في الأرجاء ومرافقة أقرانه الأطفال، ماضياً في الأمكنة والطرق بقدم واحدة تساندها عكازتان.