استحداثات عسكرية خطيرة يجريها الحوثيون في جبال السياني بإب وتحذيرات من كارثة تهدد آلاف السكان

أثارت معلومات متداولة وشهادات محلية موجة قلق واسعة في مديرية السياني بمحافظة إب، عقب كشف ناشطين وعدد من أبناء المنطقة عن استحداثات عسكرية وصفت بالخطيرة في جبال المديرية، شملت إنشاء مخازن كبيرة للأسلحة، وحفر أنفاق، وإقامة معسكرات داخل الجبال الملاصقة للقرى المكتظة بالسكان.

وأكد السكان أن تلك الأنشطة تجري بشكل متسارع خلال الأسابيع الأخيرة، وسط تعتيم كامل ومنع تام للأهالي من الاقتراب أو التصوير، الأمر الذي يضاعف المخاوف من المخاطر المحتملة لهذه المخازن على حياة الآلاف من المواطنين القاطنين في محيط الجبال.

وبحسب شهادات الأهالي، فقد حولت مليشيا الحوثي جبال السياني—ومنها جبل ذي يشرق والحمايرة— إلى مناطق عسكرية مغلقة تستخدم كمخازن للسلاح الثقيل ومواقع تدريبية، رغم أن المديرية ليست جبهة قتال ولا منطقة اشتباك. وأثار ذلك تساؤلات متزايدة حول الأسباب التي تدفع الميليشيا إلى اختيار مواقع مدنية قريبة من البيوت لتخزين العتاد العسكري.

ويؤكد مواطنون أنّ جميع محاولات المشايخ ووجهاء المنطقة للنزول والتصوير بغرض طمأنة السكان فشلت، مشيرين إلى أنّ الجبال باتت مناطق محرمة بالكامل، وأن أي محاولة للتوثيق تُواجَه بالمنع. واعتبروا ذلك مؤشراً واضحاً على وجود تحصينات وأنفاق ممتدة تحت الأرض تستخدم لتخزين كميات كبيرة من السلاح.

وتداول ناشطون رسائل تحذيرية تدعو إلى الكشف عن حقيقة ما يجري، محذرين من استخدام القرى المكتظة بالسكان كدروع بشرية لحماية مخازن الأسلحة، مشيرين إلى أن الحركة غير المعتادة للأطقم العسكرية داخل وخارج الجبال تكشف عن حجم الأنشطة الجارية في المنطقة.

وفي الوقت نفسه، شهدت قرية ذي يشرق خلال الساعات الماضية انفجارات عنيفة هزت منازل المواطنين، وسط حالة ذعر واسعة. ووفق مصادر محلية، فإن تلك الانفجارات ناجمة عن توسع الميليشيا في عمليات الحفر داخل الجبال لإنشاء أنفاق وممرات جديدة لتخزين السلاح.

ويقول السكان، إن أصوات التفجيرات أصبحت شبه يومية، وإن القرى المحيطة لم تعد تشعر بالأمان في ظل استمرار هذه الاستحداثات، محذرين من كارثة محتملة قد تنجم عن أي انفجار داخلي أو استهداف خارجي لتلك المواقع الحساسة.

ويطالب أبناء المديرية بسرعة إيقاف عسكرة الجبال، وإخراج مخازن الأسلحة من محيط المناطق السكنية، وحماية المدنيين من المخاطر المباشرة التي تهدد حياتهم، مؤكدين أن السياني بحاجة إلى مشاريع خدمية وتنموية، لا تحويلها إلى مستودعات للدمار.

ويواصل الأهالي مناشدتهم المنظمات المحلية والدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة والمنظمات العاملة في مجال الحماية والحقوق، بالتدخل العاجل لحماية السكان من مخاطر تحويل القرى الآهلة إلى أهداف عسكرية محتملة. ويحذّر أبناء المديرية من أن استمرار عسكرة الجبال وتخزين الأسلحة وسط التجمعات السكنية ينذر بكارثة إنسانية قد تطول آلاف المدنيين في أية لحظة، مجددين دعوتهم للمجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته قبل وقوع الفاجعة.