مقتل المخلافي يربك المشهد في تعز ويكشف تناقضات الروايات الرسمية

أثار مقتل محمد صادق المخلافي، المتهم الرئيس في جريمة اغتيال افتهان المشهري مديرة صندوق النظافة والتحسين بمحافظة تعز، موجة واسعة من الجدل والتساؤلات حول ملابسات مقتله، وما إذا كانت العملية الأمنية التي أودت بحياته مجرد مواجهة طبيعية أم عملية تصفية مقصودة لإغلاق ملف القضية والتغطية على متورطين آخرين.

وأكد مركز الإعلام الأمني بتعز، في بيان رسمي، أن المخلافي قُتل خلال مواجهة مسلحة مع قوة أمنية في منطقة "تبة الوكيل"، بعد رفضه الاستسلام ومقاومته للقوة المكلفة بالقبض عليه.

لكن مصادر محلية أفادت لوكالة خبر، بأن أي مواجهات لم تحدث بين المخلافي وأجهزة الأمن كما تدعي السلطات، مشيرة إلى أن ما جرى كان عملية قتل مباشرة. وأكد شهود عيان سماعهم خمس إلى ست طلقات نارية فقط، وهو ما يتناقض مع رواية المركز الأمني التي تحدثت عن اشتباك مسلح، ما يفتح الباب أمام فرضية التصفية المتعمدة.

هذا التناقض في الروايات الرسمية زاد من حدة الجدل في الشارع التعزي، حيث عبّر ناشطون وحقوقيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن خشيتهم من أن يكون مقتله وسيلة لطمس الحقائق ومنع كشف الجهات الحقيقية التي تقف خلف جريمة اغتيال المشهري، والتي هزّت الرأي العام المحلي منذ وقوعها.

ويرى مراقبون أن مقتل المخلافي قد يعطل مسار العدالة ويؤدي إلى إغلاق ملف القضية قبل الوصول إلى “الرؤوس الكبيرة” التي قد تكون وراء الجريمة، في حين اعتبر آخرون أن ما حدث يأتي ضمن نمط تصفيات متكررة تشهدها المحافظة ضد متهمين وشهود في قضايا حساسة.

وطالب ناشطون بتحقيق شفاف ومستقل، ونشر نتائج الأدلة والتحقيقات أمام الرأي العام، بما في ذلك تقارير الطب الشرعي وشهادات الشهود، لضمان عدم إفلات أي متورط من العدالة ولتعزيز ثقة المواطنين بأجهزة الأمن والقضاء.

وتخشى أوساط محلية أن يؤدي غياب المحاسبة الشاملة إلى تعميق حالة انعدام الثقة بالمؤسسات الأمنية والعدلية في المحافظة.