مليشيا الحوثي تمنع الاحتفالات بالعيد الـ63 لثورة 26 سبتمبر
فرضت مليشيا الحوثي قيوداً مشددة في مناطق سيطرتها قبيل حلول العيد الثالث والستين لثورة 26 سبتمبر.
وأصدرت المليشيات تعميماً يمنع إقامة أي فعاليات أو أنشطة شعبية خارج ما تحدده سلطاتها، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لطمس أحد أهم الرموز الوطنية الجامعة لليمنيين.
وأكدت مصادر محلية لوكالة خبر أن المليشيا وجهت أوامر مباشرة للمؤسسات التعليمية والجهات الخدمية ومنظمات المجتمع المدني بعدم السماح بإقامة أي فعاليات مرتبطة بالثورة، فيما نشرت عناصرها المسلحة في عدد من المدن الرئيسية، بينها صنعاء وذمار وإب، لمنع أي مظاهر شعبية قد تواكب المناسبة.
وبحسب المصادر، فقد شملت توجيهات المليشيا المدارس والجامعات التي كانت تستعد لإقامة فعاليات ثقافية ووطنية، حيث أُجبرت على إلغاء برامجها، كما أُبلغت الجهات الأهلية بعدم تنظيم أي احتفالات أو أنشطة عامة تتعلق بالمناسبة الوطنية.
ويرى مراقبون أن هذه الإجراءات تعكس حالة من القلق لدى المليشيا من تزايد مظاهر التمسك الشعبي بثورة سبتمبر، خاصة في ظل ما تشهده مناطق سيطرتها من رفض متنامٍ لمشروعها السلالي، مشيرين إلى أن أي تحرك جماهيري واسع في هذه الذكرى قد يمثل تحدياً سياسياً ورمزياً لها.
ويؤكد محللون أن ثورة 26 سبتمبر لا تزال حاضرة بقوة في وجدان اليمنيين باعتبارها الحدث المفصلي الذي أسقط حكم الإمامة الكهنوتي، وأن محاولات المليشيا لطمس رمزية الثورة أو استبدالها بمناسبات طائفية لا تنجح في محو هذا الإرث الوطني.
كما لفتوا إلى أن منع الاحتفالات هذا العام يأتي امتداداً لنهج متواصل خلال السنوات الماضية، حيث دأبت مليشيا الحوثي على التضييق على أي فعاليات وطنية، مقابل رعاية أنشطة طائفية مرتبطة بمشروعها، في مسعى واضح لفرض ثقافة أحادية تتنافى مع تطلعات اليمنيين للجمهورية والحرية.
وبرغم هذا القمع، يجدد اليمنيون تمسكهم بثورتهم المجيدة وقيمها، مؤكدين أن 26 سبتمبر ليست مجرد ذكرى عابرة، بل عهد متجدد على مواجهة كل محاولات إعادة الإمامة بوجهها الجديد، وأن إرادة الشعب ستظل أقوى من كل محاولات الطمس والتزييف.