منظمات إنسانية دولية: 17 مليون يمني مهددون بالجوع و2.4 مليون طفل يعانون سوء التغذية الحاد
أطلقت أكثر من ثلاثين منظمة إنسانية دولية، الاثنين، صرخة تحذير قوية بالتزامن مع انعقاد الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدة أن الأزمة الإنسانية في اليمن بلغت "مرحلة حرجة"، وأن البلاد تقف على أعتاب كارثة واسعة إذا لم يتحرك المجتمع الدولي بصورة عاجلة.
وبحسب البيان المشترك، فإن أكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، بينهم 41 ألفاً في مستويات تصنف على أنها "كارثية"، في حين يعاني نحو 2.4 مليون طفل من سوء التغذية الحاد، بينهم مئات الآلاف مهددون بخطر سوء التغذية الوخيم الذي يهدد حياتهم.
وأشار البيان إلى أن استمرار تراجع التمويل وانهيار الاقتصاد المحلي ينذران بمضاعفة المعاناة خلال الأشهر المقبلة، في وقت فاقمت الكوارث الطبيعية هشاشة الوضع، إذ تسببت الفيضانات الأخيرة في وفاة وإصابة 157 شخصًا وتشريد أكثر من 50 ألف أسرة، بينما ساهم تدهور البنية التحتية للمياه والصرف الصحي وانهيار الخدمات الصحية في تفشي الأوبئة، حيث سُجّل أكثر من 58 ألف حالة يشتبه بإصابتها بالكوليرا والإسهال الحاد حتى يوليو الماضي.
ولفتت المنظمات إلى أن النساء والفتيات هن الأكثر تضرراً من تبعات الأزمة، حيث تلجأ الأسر اليائسة إلى آليات خطيرة للتكيف، مثل تزويج القاصرات، وإخراج الأطفال من المدارس، والزجّ بهم في سوق العمل، وهو ما يهدد مستقبل جيل كامل من اليمنيين.
وأكد البيان أن خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2025 تعاني من فجوة تمويلية غير مسبوقة، إذ لم يُغط سوى 18% من احتياجاتها، ما أجبر المنظمات على تقليص حجم المساعدات في ظل احتياج أكثر من 19.5 مليون شخص إليها.
وطالبت المنظمات المجتمع الدولي بزيادة التمويل على وجه السرعة، وضمان حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، وربط التدخلات الطارئة بخطط تنموية طويلة الأمد، مشددة على ضرورة إبقاء اليمن ضمن أولويات الأجندة الدولية واستخدام أدوات الضغط الدبلوماسي لدعم عملية السلام وحماية الشعب اليمني من الانزلاق نحو المجاعة.