فضيحة إبستين تهدد مستقبل ستارمر السياسي وتربك زيارة ترامب إلى لندن
تواجه حكومة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أزمة سياسية متصاعدة، عقب تفجر فضيحة تتعلق بسفير المملكة المتحدة لدى واشنطن، بيتر ماندلسون، على خلفية علاقته المشبوهة برجل الأعمال الأميركي الراحل جيفري إبستين، المدان سابقاً بجرائم جنسية.
ستارمر سعى إلى تدارك الموقف قائلاً: "لو كنت أعلم طبيعة ومدى علاقة السفير بإبستين، لما عينته في هذا المنصب الحساس".
ولم يغيّر هذا الاعتراف من حدة الانتقادات، سواء من داخل حزب العمال الحاكم أو من صفوف المعارضة والإعلام، حيث اعتبر كثيرون أن رئيس الوزراء لم يمارس واجبه في التحقق من خلفية السفير.
وتأتي هذه الأزمة في وقت بالغ الحساسية بالنسبة لحكومة ستارمر التي تواجه تحديات متراكمة، من أزمة الهجرة والضرائب، إلى الانقسامات الداخلية داخل حزب العمال، والتي تفاقمت باستقالات عدد من وزراء الصف الأول، الأمر الذي زاد من هشاشة الحكومة.
تداعيات الفضيحة امتدت إلى العلاقات الدولية، حيث ألقت بظلالها على الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى بريطانيا.
وبحسب مصادر سياسية، جرى تعديل برنامج الزيارة لتجنب أي ظهور علني قد يثير أسئلة الصحافة، حيث من المقرر أن يلتقي ترامب ستارمر في المقر الريفي "تشيكرز" بدلاً من داونينغ ستريت أو البرلمان، في محاولة للابتعاد عن الأضواء.
في المقابل، صعّدت المعارضة ضغوطها مطالبة بفتح تحقيق رسمي في كيفية تعيين ماندلسن دون مراجعة دقيقة لسجله.
ويرى مراقبون أن الأزمة قد تتحول إلى اختبار مصيري لمستقبل ستارمر السياسي، خصوصاً مع اقتراب انتخابات مايو المقبل، التي قد تحدد ما إذا كان قادراً على قيادة الحزب والحكومة في ظل هذه التحديات.
أما زيارة ترامب، فتواجه بدورها رفضاً شعبياً واسعاً، إذ ما تزال صور المظاهرات التي رافقت زيارته السابقة ماثلة في الأذهان، وهو ما ينذر بمزيد من التعقيد في العلاقات الدبلوماسية بين لندن وواشنطن في وقت تحتاج فيه بريطانيا إلى استقرار سياسي داخلي.