خبيرة أمريكية: التصعيد بين إسرائيل والحوثيين يهدد الأمن البحري والإقليمي ويعزز قبضة الحوثيين داخلياً

قالت الخبيرة في تحليل النزاعات بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "أبريل لونغلي ألي"، إن التصعيد الأخير بين إسرائيل وجماعة الحوثيين في اليمن يشير إلى دخول الطرفين مرحلة خطيرة من المواجهة، محذّرة من أن كلا الجانبين يواجه قيوداً واقعية قد تعوق تحقيق أهدافهما العملياتية وتفاقم المخاطر على الأمن البحري وصادرات الطاقة والاستقرار الإقليمي.

وأوضحت لونغلي، أن الغارة الجوية الإسرائيلية على صنعاء في 28 آب/أغسطس، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 12 مسؤولاً في الحكومة الخاضعة لسيطرة الحوثيين بينهم رئيس الوزراء، شكّلت نقطة تحول في مسار الأحداث. وردّ الحوثيون بتعيين رئيس وزراء بالإنابة وتنظيم جنازة حاشدة، إلى جانب مواصلة إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، بما في ذلك استهداف ناقلة النفط والمواد الكيميائية الإسرائيلية "سكارلت راي" قرب ميناء ينبع السعودي، وسفينة الحاويات الليبيرية "إم إس سي آبي" شمال البحر الأحمر.

وأضافت أن قرار إسرائيل باستهداف حكومة الحوثيين جاء بعد شهور من ضبط النفس، قبل أن تبدأ تل أبيب منذ يوليو/تموز 2024 باستهداف البنية التحتية في الحديدة وصنعاء ومحطات الطاقة والوقود، مؤكدة أن العملية الإسرائيلية تحمل رسالة واضحة تتمثل في الردع وإظهار العزم على مواجهة أحد أبرز أذرع "محور المقاومة" الإيراني.

غير أن لونغلي ألي لفتت إلى أن الضربة الإسرائيلية لم تُصِب صُنّاع القرار العسكريين أو السياسيين البارزين في الجماعة، بل طالت مسؤولين تكنوقراطيين وسياسيين يمنيين لم يكونوا جزءاً من النواة الصلبة للحوثيين. وبذلك، فإن إسرائيل أنهت عملياً حكومة شكلية أكثر من كونها مؤثرة، الأمر الذي قد يسهم في تعزيز قبضة الحوثيين داخلياً، ويمنحهم مبرراً لتشديد القمع وملاحقة المعارضين والجواسيس المزعومين، وهو ما ظهر جلياً في مداهمة مقار الأمم المتحدة واعتقال 19 من موظفيها.

وأشارت الخبيرة إلى أن استهداف سفينة قرب السواحل السعودية يمثل تطوراً مقلقاً، إذ قد ينذر بتوسيع نطاق هجمات الحوثيين إلى مناطق كانت تُعتبر آمنة سابقاً، ما يشكل تحدياً مباشراً للهدنة الهشة بين الجماعة والرياض.

وختمت لونغلي ألي بالقول إن الطرفين، رغم ثقتهما الخطابية، يواجهان معضلات صعبة: فإسرائيل مطالبة بتحمل الكلفة اللوجستية والمالية لعمليات بعيدة المدى، بينما يواجه الحوثيون خطر إضعاف قدراتهم العسكرية إذا استُهدفت قياداتهم وبُناهم التحتية. ومع ذلك، فإن القوة الجوية وحدها لن تطيح بالجماعة أو توقف هجماتها، ما يجعل النتيجة شبه المؤكدة هي مزيد من معاناة المدنيين، وتعاظم المخاطر على الأمن البحري والإقليمي.