تقرير- مليشيا الحوثي تواصل هدم الهوية اليمنية وتدمر أسواق صنعاء القديمة

دشن ناشطون ومهتمون بالتراث والآثار حملة الكترونية تحت هاشتاق #انقذوا_مدينة_صنعاء_التاريخية، لإيقاف مخطط ومساعي مليشيا الحوثي لهدم أسواق ومنازل أثرية داخل المدينة المدرجة على قائمة التراث العالمي.

أكدت مصادر محلية لوكالة خبر، أن المليشيا الحوثية الموالية لإيران تعتزم هدم أسواق شعبية في صنعاء القديمة بغرض طمس التراث واخفاء معالمه تحت ذريعة توسعة سوق (الحَلَقة) وإقامة "ساحة الخليفة الرابع" (علي بن ابي طالب) وتحويله إلى مزار طائفي.

مخطط المليشيا يتضمن اقامة ساحة مساحتها أكثر من 500 متر مربع لإقامة احتفالاتها الطائفية ووضع مدخل مباشر لها من جميع احياء المدينة القديمة.

وأوضحت المصادر ان المليشيا ترتب لعملية هدم وازالة اسواق المحدادة والمنقالة (النجارة) وسوق العسوب (الجنابي) والتي تضم اكثر من (234) حانوتا (دكان) في هذا الأسواق القديمة وعدد كبير من بيوت سكان صنعاء التاريخية.

ويؤكد احد ملاك المحلات التجارية بمدينة صنعاء التاريخية، ان مليشيا الحوثي ترفض تجديد التراخيص اللازمة لمحله التجاري مما يشير الى صحة المعلومات عن ترتيباتها ومساعيها لاستهداف اسواق صنعاء الأثرية.

وأضافت المصادر ان عملية الهدم والإزالة سوف تتسبب في خسائر تجارية كبيرة وقطع ارزاق آلاف الأسر وستمحو جزءا كبيرا من تاريخ مدينة صنعاء الأثرية مما يهدد باخراجها من قائمة التراث العالمي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) فضلا عن تشريد السكان.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة خريطة قالوا انه مخطط ازالة وهدم اسواق مدينة صنعاء القديمة مما اثار موجة سخط واستياء واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي ودعوات لاقامة وقفات احتجاجية ومطالبات لـ (اليونسكو) وكل المنظمات الدولية المهتمة بالآثار لايقاف هذا القرار العبثي ومحاولات هدم التراث ومحو حضارتها العريقة.


وفي وقت سابق، تعرض احد اعمدة سور المحيط ببوابة باب اليمن التاريخية بمدينة صنعاء القديمة للتخريب والانهيار في ظل الاهمال والتشويه المتعمد من قبل مليشيا الحوثي الذراع الإيرانية، للمدينة التي يعود تاريخها الى 2500 عام.

وأكدت مصادر محلية، ان احد اعمدة السور المحيط ببوابة باب اليمن التاريخية بصنعاء تعرض للتخريب والانهيار في ظل اهمال متعمد من قبل الجهات المعنية التابعة للمليشيات وخطط التدمير الممنهج والمنظم للموروث الثقافي والحضاري لليمن.

وسبق أن نشرت منصة واعي، على حسابها في "فيسبوك" صورة تظهر العمود الذي تعرض للخراب والانهيار بالسور الجانبي لبوابة باب اليمن بمدينة صنعاء القديمة واعلاه شعار الجماعة "الصرخة الخمينية".

وقالت المنصة، أهم معلم تاريخي في صنعاء يبكي الإهمال.

هكذا الحال منذ فترة، وتساءلت: "متى تخلص هذه الأعمال؟ ومتى تزال الشعارات والصور. أعيدوا الجمال لباب اليمن.

وكان زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، زعم في خطاب تلفزيوني، يوم الجمعة 27 كانون الثاني/ يناير 2023، وصول علي بن أبي طالب، إلى صنعاء لدعوة أهل اليمن إلى الإسلام، مدعياً نزوله في سوق الحَلَقة، الواقع بمدينة صنعاء القديمة، دونما إسناد هذه المعلومات إلى مراجع علمية موثوقة.

ولكن احد الباحثين فند رواية الحوثي وسرد رواية أخرى ان تسمية المكان بسوق (الحَلَقِة) يعود الى اسقاط الطير الأبابيل حجرا من حجارة السجيل على واحد من جنود أبرهة ملك الحبشة الهاربين وقتلته في سوق الملح بصنعاء ولذلك سمي المكان بسوق (الحَلَقِة) نسبة لتحلق الناس حول الرجل.

سمسرة المنصور

وفي مطلع الشهر الجاري، اعلنت المليشيا الحوثية حصولها على اتفاق تمليك مبنى سمسرة المنصور جنوبي غربي سوق مدينة صنعاء التاريخية.

وأكدت مصادر محلية، ان القيادي السلالي عبدالله أحمد الكبسي المعين من قبل الحوثيين وزيراً للثقافة في حكومة حبتور غير المعترف بها، اصبح مالك السمسرة، بعد استلامها من قبل قيادي في حزب المؤتمر في صنعاء.

وعن سمسرة المنصور فقد بيتت المليشيا مسبقاً الاستيلاء عليها، إذ أعلنت في يناير/ كانون الماضي، عزمها تحويلها إلى معرض دائم للفنون، حيث يرجع تاريخ بناء السمسرة إلى القرن (10هـ/ 16م)، وتمتاز بتكوين معماري متميز بالزخارف الفنية.


وسبق أن تعرضت جدران منازل وسور مدينة صنعاء القديمة من قبل المليشيا الحوثية للتشويه من خلال طبع الشعارات الطائفية ورسم صور قياداتها وعناصرها على جدران الأماكن التاريخية، وقيامها بهدم جامع النهرين التاريخي ومساواته بالأرض، ووقف أعمال الصيانة والترميم للمدينة، وقامت عناصرها بعمليات حفر ونبش داخل العشرات من منازل مدينة صنعاء القديمة لأسباب غير معروفة.

ويصف حسين الحوثي مؤسس المليشيا في احدى محاضراته المتداولة، حضارة اليمنيين القديمة بـ"الكفر" الذي لا ينبغي التفاخر به، في دعوة ضمنية لاستهدافها وتدميرها وهو ما دأبت عليه المليشيات الحوثية منذ انقلابها في 21 سبتمبر 2014م.