الزيارات الحوثية لإيران من السر الى العلن.. يؤكد ان المليشيات مجرد ذراع للتخريب في المنطقة

أقر مرشد إيران علي خامنئي، بدعم بلاده لمليشيات الحوثي الارهابية في حربها ضد الشعب اليمني، مؤكدا مواصلة هذا الدعم حتى تحقيق الانتصار حسب زعمه.

جاء ذلك خلال لقاء خامئني في طهران وفد مليشيات الحوثي الذي يزور ايران برئاسة محمد عبدالسلام وسلمه رسالة من زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي.

واعتبر مراقبون اللقاء الجديد بين قيادات من المليشيات مع مرشد ايران والذي جاهر به الجانبين لأول مرة انتقال الدعم الايراني للمليشيات الى مرحلة العلن بعد سنوات من التنكر الايراني والتنصل عن وقوفها وراء المليشيات.

وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، الأربعاء، إن اللقاء الذي جمع قيادات من جماعة الحوثي بالمرشد الإيراني علي خامنئي في طهران، يثبت "أن الحوثيين يعملون كوكلاء لإيران".

ونشر قرقاش تغريدة عبر حسابه الرسمي على تويتر، قال فيها إنه "لطالما بحثت العلاقات بين الحوثيين وإيران على تسمية مناسبة، وهو ما أصبح أكثر وضوحا بعد لقاء قيادتهم مع خامنئي، بياناتهم أظهرت بوضوح ولاء الحوثيين كوكلاء، وهذا هو الاسم الصحيح لعلاقاتهم".

واستبعد خبراء غربيون وإيرانيون وضابط استخبارات أمريكي، مطلعون على الوضع في اليمن، أن تكون إيران بوارد السماح للحوثيين الاستجابة لجهود السلام، والسير في تنفيذ اتفاق السويد، وسحب مليشياتهم من الحديدة، نظراً لحاجتها المتزايدة لإبقاء التوتر في اليمن، رداً على انخراط دول إقليمية، في الضغوط الأمريكية على طهران من جهة، والسيطرة على باب المندب في البحر الأحمر وتهديد دول الخليج من جهة أخرى.

ومنذ نشأت الحركة الحوثية في اليمن استقبلت طهران زيارات عديدة لوفود رسمية ودينية من عناصر المليشيات الحوثية اضافة الى ايفاد طلاب حوثيين للدراسة في الحوزات الايرانية لكنها كانت جميعها سرية قبل ان تأتي الزيارة الاخيرة في العلن.

ونوه المراقبون الى ان الاعلان عن الزيارة الاخيرة يؤكد الاتهامات لطهران بدعمها للمليشيات الحوثية ومواصلة نهجها في التدخل في الشئون الداخلية لدول الاقليم لزعزعة استقرارها، ناهيك عن انها رسالة ايرانية للعالم انها لاعب مؤثر في اليمن.

وتواصل إيران تهريب الصواريخ والطائرات المسيرة إلى المليشيات الحوثية لقتل اليمنيين واستهداف الملاحة البحرية الدولية ودول الجوار، متحدية القرارات الاممية التي حظرت تهريب السلاح للمليشيات الحوثية.

ووفق تقرير للامم المتحدة فان المليشيات ماتزال تتزود بصواريخ باليستيه وطائرات مسيرة لديها خصائص مماثلة للأسلحة المصنعة في ايران كما عرضت الولايات المتحدة في نوفمبر الماضي اجزاء من اسلحة ايرانية كانت بايدي مسلحين حوثيين في اليمن.

ويقول خبراء غربيون، إن إيران تتبع الاستراتيجية السوفييتية المتمثلة في استخدام الوكلاء لتعزيز المصالح الإقليمية. وبمجرد أن يستولي الوكيل الإيراني على الأرض، ستستخدم طهران كامل قوتها للتأكد من احتفاظها بها.

ويشير خبير إيراني في حديثه لوكالة "خبر" عبر البريد الالكتروني، أن الدعم الإيراني للحوثيين هو جزء من استراتيجية تطويق طهران لشبه الجزيرة العربية التي تستخدم فيها الدعم السري للمجتمعات الشيعية المحرومة من حقوقها لبث التمرد الذي يمكن أن يحل محل الأنظمة السنية بالأنظمة الموالية لطهران.

ويرى مراقبون أن العقيدة السياسية للحوثيين تعتبر ولاية خامنئي امتداد لولاية رسول الله وعلي بن أبي طالب ما يكشف حقيقة المليشيات الحوثية وكونها مجرد ذراع واداة من ادوات طهران لنشر الخراب وزعزعة استقرار المنطقة

وأكد ضابط الاستخبارات الأمريكي بروس ريدل لـ"وكالة خبر"، أن الحوثيين يلعبون اللعبة الإيرانية خدمة لمصالح طهران في المنطقة في ظل تدفق الخبراء الإيرانيين والذين يساعدون الحوثيين كثيراً.

وقال موظف سابق (عمل في وزارة خارجية أوباما)، لـ"وكالة خبر"، إن تقديرات وكالات الاستخبارات الأمريكية تشير إلى أن عدد القوات الشيعية الإيرانية والعراقية التي تساعد الحوثيين في اليمن يبلغ حوالى 5000 مقاتل، مشيراً أن عدد عناصر حزب الله اللبناني في اليمن غير معروف.