رسائل "غامضة" و بيانان "قلقان" من واشنطن بشأن اليمن

واشنطن، صنعاء - خبر للأنباء - أمين الوائلي وفارس سعيد: بيانان متتابعان في يوم واحد نشرتهما وزارة الخارجية الأمريكية إزاء اليمن تعبر في كليهما واشنطن عن "القلق"، ولا يخلو البيانان أيضا من سياقات قلقة ومثيرة للاستفهامات.
 
أعلنت الخارجية الأمريكية أنها حظرت الطيران المدني الأمريكي من داخل مناطق معينة في صنعاء (..) وقبلها حذرت مواطنيها من السفر أو التفكير بالسفر إلى اليمن- الذي يخضع لحظر طيران متواصل وحصار جوي مشدد.
 
مضادات داعش الجوية والقلق الأمريكي !
 
قالت الولايات المتحدة، الثلاثاء، إنها حظرت طيرانها المدني من التحليق "في مناطق محددة داخل صنعاء"، بسبب ما أسمته "استمرار العمليات العسكرية".
 
واثار الإعلان، المفاجئ، استفهامات عدة بالنظر إلى حظر شامل للطيران المدني على العاصمة صنعاء ومعظم اليمن منذ مارس / آذار 2015.
 
وليس مفهوما ما إذا كانت مسارات العبور عبر الأجواء بخدمات ملاحية أرضية من مطار صنعاء لم تعد آمنة في ظل انعدام مؤشرات سابقة أو تحذيرات مشابهة من اي نوع حول تهديدات حقيقية تطال الطائرات العابرة على علو شاهق.
 
جدير بالذكر أن تنظيم داعش بث قبل ايام قلائل تسجيلات فيديو تظهر تدريبات لمقاتليه في حضرموت على استخدام الأسلحة المضادة للطائرات.
 
لكن التحذيرات الأمريكية الأخيرة لم تشر إلى هذا التهديد المحتمل في أقصى الجنوب الشرقي من اليمن، وعوضا عن ذلك عبرت الخارجية الأمريكية "عن قلقها إزاء المخاطر التي يتعرض لها الطيران المدني العامل في مناطق محددة من صنعاء (..) بسبب العمليات العسكرية المستمرة، وعدم الاستقرار السياسي، والعنف من الجماعات المسلحة المتنافسة التي تشارك في العمليات القتالية وغيرها من النشاطات العسكرية ذات الصلة" حسبما جاء في بيان ثان نشره موقع الوزارة.
 
مضيفا: "ولذا حظرت ادارة الطيران الاتحادي، طيران الولايات المتحدة المدني من التحليق في مناطق محددة داخل صنعاء".
 
طرد القاعدة.. وتوسع القاعدة!
 
الإعلان المذكور جاء مباشرة بعد بيان سابق أصدرته ونشرته وزارة الخارجية الأمريكية في موقعها، والذي حذر مواطني ورعايا الولايات المتحدة من السفر إلى اليمن (..) نظرا لتزايد مخاطر التهديدات الإرهابية.
 
ومع إشارة في البيان الأول، تحث على عدم التفكير في السفر إلى اليمن، حتى مع وجود منظمة المساعدات المعمول بها، فإن البيان الأمريكي المذكور، هو الآخر، اثار استغرابا نظرا إلى توقف الرحلات الجوية والسفر إلى اليمن بصورة كاملة خصوصا لدى الرعايا الأجانب الذي غادروا البلاد منذ ذلك التاريخ وبدء العمليات العسكرية والحملة الجوية للتحالف السعودي بدعم الولايات المتحدة الأمريكية.
 
وقالت الولايات المتحدة، في بيان وزارة الخارجية على موقعها الرسمي (الثلاثاء 28 يوينو/حزيران 2016)، إن تنظيم القاعدة يوسع نفوذه في اليمن، كما يعزز تنظيم داعش من نفوذه أيضاً. وحذرت مواطنيها بعدم السفر إلى اليمن؛ بسبب مستوى التهديد الأمني المرتفع الذي يشكله النزاع المستمر والأنشطة الإرهابية.
 
وقال البيان: "إن مستوى عدم الاستقرار والتهديدات المستمرة، بما في ذلك التهديد بالاختطاف، في اليمن شديد، ولذا نحث مواطنينا على عدم السفر إلى اليمن".
 
جاء التحذير الأمريكي غداة هجمات وتفجيرات دامية خلفت العشرات في المكلا اليمنية عاصمة حضرموت وتبناها داعش.
 
إلا أن البيان الأمريكي، ورغم الحصيلة الكبيرة لأعداد الضحايا الذين سقطوا في تفجيرات الاثنين في المكلا تواصلا مع سلسلة هجمات واغتيالات تزايدت بشكل ملحوظ مؤخرا في عاصمة حضرموت، أعاد القول بـ"طرد القاعدة في جزيرة العرب من ملاذه الآمن في المكلا في اليمن الشرقية" (..) وفي نفس الوقت أكد أن "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يوسع نفوذه في اليمن".. و"أيضاً عزز داعش من وجوده في اليمن".
 
رسائل قلقة!
 
الإعلانات المتضاربة و"القلقة" الصادرة من واشنطن تحمل إشارات ورسائل داكنة وغامضة، خصوصا مع خلوها تماما من إي إشارة إلى العملية السياسية والمفاوضات الجارية في الكويت برعاية الأمم المتحدة منذ أكثر من شهرين. وفي سياق ميداني وإنساني بالغ الصعوبة مع تصعيد خطير للهجمات الجوية التي قتلت العشرات من المدنيين شمال ووسط وجنوب اليمن خلال 72 ساعة فقط.. بالتزامن مع تصعيد العمليات القتالية في جبهات مأرب والجوف ونهم.. والقصف المتواصل عبر الحدود الجنوبية للمملكة باتجاه المناطق اليمنية الحدودية.