الدكتور مقبل الأحمدي.. اسم يمني في قلب أكبر مشروع لغوي عربي

كرّم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، نخبةً من الخبراء والعلماء واللغويين المشاركين في إنجاز «معجم الدوحة التاريخي للغة العربية»، وذلك خلال حفل رسمي أُقيم احتفاءً باكتمال هذا المشروع العلمي غير المسبوق في تاريخ اللغة العربية.

ويُعد «معجم الدوحة التاريخي» من أضخم المشاريع اللغوية العربية، إذ يوثّق تطوّر الألفاظ العربية ودلالاتها عبر ما يزيد على عشرين قرنًا، مستندًا إلى منهج علمي دقيق يجمع بين التحقيق التاريخي والتحليل اللغوي المقارن، في خطوة وُصفت بأنها منعطف حضاري ومعرفي في خدمة اللغة العربية.

ومن بين الشخصيات المكرَّمة، برز اسم الدكتور مقبل التام الأحمدي، رئيس وحدة التحرير المعجمي في المعجم، تقديرًا لإسهاماته العلمية البارزة وجهوده الاستثنائية في قيادة العمل التحريري والإشراف على بناء المداخل المعجمية وفق أعلى المعايير الأكاديمية.

وقد اضطلع الدكتور الأحمدي بدور محوري في ضبط المنهج التحريري، وتدقيق الشواهد التاريخية، والإشراف على فرق الباحثين، بما أسهم في إخراج المعجم بصورته النهائية بوصفه مرجعًا علميًا موثوقًا يعكس الثراء الحضاري واللغوي للأمة العربية. ويجسّد هذا التكريم نموذجًا مشرفًا للكفاءة اليمنية والعربية القادرة على الحضور الفاعل في المشاريع الثقافية الكبرى، رغم ما يحيط بالمنطقة من تحديات.

وشهد الحفل حضور نخبة من المثقفين والأكاديميين واللغويين من مختلف الدول العربية، بالتزامن مع إطلاق البوابة الإلكترونية لمعجم الدوحة التاريخي، التي تتيح للباحثين والمهتمين الوصول إلى أكثر من 300 ألف مدخل لغوي، مدعومة بالشواهد التاريخية والنصوص الموثقة.

وجدير بالذكر أن إسهامات الدكتور مقبل التام الأحمدي لا تقتصر على عمله المعجمي، بل تمتد إلى مؤلفاته ودراساته المتخصصة في تحقيق المخطوطات العربية، إلى جانب أعماله في النقد الأدبي والدراسات اللغوية، التي أسهمت في إحياء نصوص تراثية رصينة وتعميق البحث في قضايا اللغة والأدب، ما يعزز مكانته بوصفه أحد الأصوات العلمية البارزة في المشهد الثقافي العربي المعاصر.