مليشيا الحوثي تنقل الأكاديمي حمود العودي والمهندس عبد الرحمن العلفي إلى أحد سجونها السرية

أفادت مصادر حقوقية وأكاديمية في صنعاء بأن جهاز الأمن والمخابرات التابع لمليشيا الحوثي نقل الأكاديمي المعروف الدكتور حمود العودي والمهندس عبد الرحمن العلفي إلى أحد سجون الجهاز في منطقة شملان، شمالي العاصمة صنعاء، وذلك بعد يوم من اختطافهما من حي حدة، جنوبي المدينة.

وذكرت المصادر أن العودي، وهو أستاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء ورئيس مركز “دال” للدراسات الاجتماعية، والعلفي، الأمين العام لتحالف السلم والمصالحة الوطنية، كانا قد تلقيا استدعاء رسميًا يوم الاثنين من قبل جهاز المخابرات، قبل أن يتم اختطافهما فور وصولهما إلى مقر الجهاز دون أي توضيح قانوني أو مذكرات احتجاز.

وتأتي عملية الاختطاف، وفق مقربين من العودي، بعد اجتماع فكري أسبوعي عقده مركز دال ناقش خلاله عدد من الباحثين والأكاديميين مقترحات لوقف التصعيد بين الأطراف اليمنية، والدعوة إلى إطلاق سراح المختطفين والأسرى، وفتح مسار للحوار الوطني الشامل.

وبعد ساعات من الواقعة، اقتحمت قوة مسلحة تابعة لمليشيا الحوثي مقر مركز دال في صنعاء، وصادرت أجهزة ووثائق وكتبًا بحثية، كما اختطفت مدير المركز أنور خالد شعب واقتادته إلى جهة مجهولة، في خطوة وصفتها الأوساط الأكاديمية بأنها “محاولة لإسكات الأصوات المدنية والفكرية الداعية للسلام”.

ويعاني المهندس عبد الرحمن العلفي، وهو من أبرز الشخصيات المدنية الداعية للمصالحة الوطنية، من تدهور في حالته الصحية، وكان قد مُنع من السفر لتلقي العلاج عبر مطار صنعاء في أكتوبر 2024، بحسب أسرته التي أعربت عن قلقها البالغ على حياته في ظل ظروف الاحتجاز القاسية المعروفة في سجون المخابرات الحوثية.

مصادر حقوقية حذّرت من أن احتجاز العودي والعلفي يأتي ضمن حملة أوسع تستهدف المفكرين والناشطين المدنيين في صنعاء، خصوصًا أولئك الذين يطرحون مبادرات للحوار الوطني أو ينتقدون سلوك الجماعة القمعي تجاه الحريات العامة.

ودعت منظمات حقوقية محلية ودولية إلى الإفراج الفوري عن الأكاديمي حمود العودي والمهندس عبد الرحمن العلفي ومدير مركز دال أنور شعب، مؤكدة أن احتجازهم يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير التي تكفلها القوانين المحلية والاتفاقيات الدولية.