صفقة أسمنت حوثية مغشوشة تهدد حياة اليمنيين وتكشف فسادًا داخل المؤسسة
كشفت مصادر مطلعة لوكالة خبر، عن صفقة أسمنت فاسدة أدخلتها مليشيا الحوثي عبر ميناء الصليف بمحافظة الحديدة، تضمنت استيراد باخرة محملة بمليون كيس من الأسمنت الباكستاني الرديء، تمت تعبئتها بأكياس تحمل شعار "مصنع أسمنت عمران" في واحدة من أكبر عمليات الغش التجاري التي تهدد حياة اليمنيين وسلامة مبانيهم.
وأوضحت المصادر أن اثنين من التجار الحوثيين يقفان خلف الصفقة التي بلغت كلفة الكيس الواحد منها أقل من دولار واحد، مقابل تمريرها بتغطية رسمية من "المؤسسة اليمنية العامة لصناعة وتسويق الأسمنت"، بعد دفع رشى مالية تقدّر بمليار ريال لمسؤولين في المؤسسة ومديري مصانع الأسمنت.
ولفتت المصادر إلى أن الأسمنت الباكستاني لا تتجاوز قوته (22.5) مقارنة بقوة أسمنت عمران الأصلية (42.5)، ما يجعله غير صالح للبناء والصب، وإنما لأعمال التشطيب فقط، مؤكدة أن نحو (700 ألف كيس) لا تزال محتجزة في مخازن ميناء الصليف بحوش الفحم، بينما تسربت كميات أخرى إلى السوق المحلية.
واعتبرت المصادر ما حدث "جريمة غش واعتداءً على سمعة مصنع أسمنت عمران، وتهديدًا خطيرًا للأمن الاقتصادي ولأرواح المواطنين".
وأصدرت المؤسسة اليمنية العامة لصناعة وتسويق الأسمنت الخاضعة لإدارة الحوثيين بيانًا نفت فيه الاتهامات، ووصفتها بـ"المزاعم المغرضة" التي تهدف إلى النيل من سمعة المؤسسة ومصانعها، مؤكدة أن استيراد الشحنة تم بقرار رسمي لتغطية النقص في السوق المحلية جراء توقف مصانع عمران وباجل إثر "القصف الاسرائيلي"، وأن الأسمنت المستورد مطابق للمواصفات العالمية وخضع للفحص الفني في بلد المنشأ وفي ميناء الصليف، كما تم تغليفه بشعار "أسمنت عمران" لحماية المستهلك والحفاظ على ثقة السوق.
غير أن مراقبين رأوا أن البيان تضمن تناقضات واضحة، إذ اعترف ضمنًا باستيراد الشحنة وتغليفها بأكياس أسمنت عمران رغم توقف المصنع، معتبرين ذلك "تزويرًا وغشًا تجاريًا لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة"، ويدحض ادعاءات الحوثيين بدعم الانتاج المحلي.
ويرى المراقبون أن اعتراف المؤسسة باستخدام شعار مصنع عمران في تغليف الأسمنت المستورد يمثل "جريمة وطنية مكتملة الأركان"، ويؤكد وجود فساد مالي وإداري داخل المؤسسة، معتبرين أن التبرير بحماية المستهلك "سخرية من عقول الناس".
وأشار خبير اقتصادي إلى أن ما حدث هو غش صريح وتشويه لعلامة أسمنت عمران، ويجب إحالة المتورطين للنيابة العامة فورًا"، مضيفًا أن استمرار مثل هذه الممارسات "سيقوض ثقة المواطن بالإنتاج المحلي".
وعبر ناشطون عن استيائهم من تغليف الأسمنت الباكستاني بأسمنت عمران ووصفوه بـ"الغش المفضوح"، معتبرين أن البيان الحوثي فضح نفسه بالاعتراف. ورأى آخرون أن ما حدث يذكّر بفضائح "البترول المغشوش" التي مررت سابقًا دون محاسبة، مؤكدين أن "الفساد أصبح ممنهجًا ومحمياً بغطاء رسمي".