عدن.. المدينة التي أضاءت اليمن تغرق في العتمة

في عدن، المدينة التي كانت ولا تزال رمزاً للمدنية، والهوية، والانتماء الصادق للوطن، تُطفأ الأنوار كل مساء، ليس لأن الشمس غابت، بل لأن من بيدهم الأمر غابوا عن المسؤولية.

عدن ليست مجرد مدينة. هي حاضرة الجنوب، وواجهة اليمن الكبير، وعنوان الولاء للدولة منذ أول لحظة، حين اختار أبناؤها أن يكونوا إلى جانب الشرعية، وإلى جانب الوطن، لا مع المشاريع الصغيرة ولا الأجندة العابثة.

واليوم، هذه المدينة العريقة تُجازى على صدقها بالخذلان. تغرق في الظلام، في الوقت الذي تنتظر فيه الكهرباء بصبر المُحب، لا كمرفق خدمي فقط، بل كحق أساسي لحياة كريمة.

هل يُعقل أن تُناشد مؤسسة كهرباء عدن المجلس الرئاسي والحكومة لتوفير الوقود؟ هل وصل بنا الحال إلى أن ننتظر "الرحمة" حتى لا تتوقف المحطة الأخيرة؟!

الكهرباء ليست ترفاً، وليست رفاهية، بل شريان حياة. مستشفيات تتعطل، أطفال يختنقون من الحر، طلاب لا يذاكرون، وأسر تبيت في ظلام حالك، ليس بسبب الليل، بل بسبب ليل أطول اسمه الإهمال وعدم الشعور بالمسؤولية.

ما يحدث في عدن اليوم ليس خللاً فنياً، بل خلل سياسي وأخلاقي. كيف لمدينة بهذا الثقل أن تُترك في مهب أزمة كهذه؟

 أين الحكومة؟ أين المجلس الرئاسي؟ أين صوت الدولة التي يفترض أن عدن هي نافذتها الشرعية على العالم؟

عدن لا تطلب المستحيل. فقط تسأل.. لماذا نعاني ونحن أوفياء؟ لماذا يُكافأ الصدق بالتجاهل؟ وكيف يمكن لمدينة كانت منارةً أن تُطفأ بكل هذه القسوة؟