حملة اختطافات واسعة على حدود الضالع وإب لمنع الاحتفال بثورة سبتمبر وشيخ قبلي بارز يكشف أسباب الرعب الحوثي
تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران تصعيد انتهاكاتها بحق المواطنين في المحافظات الخاضعة لسيطرتها اشتدت وتيرتها في مناطق التماس بينها وقوات الحكومة الشرعية، عبر سياسة ممنهجة تستهدف حرية التعبير والاحتفاء بالمناسبات الوطنية.
وفي أحدث هذه الانتهاكات، أقدمت المليشيا، الجمعة، على اختطاف عشرات المواطنين بينهم شيخ قبلي بارز من محافظة الضالع بسبب مشاركته في إشعال شعلة ثورة 26 سبتمبر، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والحريات المكفولة دستورياً ودولياً.
وأكدت مصادر محلية أن المليشيا اختطفت الشيخ القبلي منصور زيد سعيد المروسي من منطقة مراوسة بمديرية الحُشا، شمال غربي محافظة الضالع، عقب "اتهامه" بالمشاركة في إيقاد شعلة ثورة 26 سبتمبر، التي يحتفي بها اليمنيون كل عام رمزاً للتحرر من الحكم الإمامي الكهنوتي.
وأضافت المصادر أن المروسي جرى نقله قسراً إلى مديرية دمت، فيما لا يزال مكان احتجازه مجهولاً، مع منع أسرته من التواصل معه أو معرفة أوضاعه الصحية، ما يثير مخاوف جدية من تعرضه للتعذيب أو المعاملة القاسية.
حملة قمع ممنهجة
وافادت مصادر قبلية لوكالة خبر، بأن الأمر لم يقتصر على اختطاف المروسي، إذ نشرت المليشيا عشرات الأطقم العسكرية في القرى الواقعة على الحدود بين الضالع وإب، لفرض رقابة مشددة ومنع المواطنين من إيقاد شعلة الثورة فوق منازلهم أو في المرتفعات القريبة.
وأكد السكان أن الحوثيين اختطفوا خلال الـ48 ساعة الماضية عشرات المدنيين من أبناء مديريات دمت، الحُشا، قعطبة، النادرة، والسدّة، ونقلوهم إلى أماكن مجهولة، ومنعوا ذويهم من التواصل بهم، بذريعة الاحتفال على مواقع التواصل أو إشعال شعلة الثورة وتشغيل أغانٍ وطنية.
وذكر ناشطون أن هذه الإجراءات تكشف حالة الرعب التي تعيشها الجماعة من أي تعبير شعبي يرمز لثورة 26 سبتمبر، ما يفضح نهجها الممنهج في قمع الحريات وتجريم الاحتفاء بالمناسبات الوطنية.
ممارسات إمامية
وأدان الأهالي هذه الانتهاكات وطالبوا بالإفراج الفوري عن جميع المختطفين على خلفية التعبير السلمي عن آرائهم.
وأكد المواطنون أن محاولات الحوثيين طمس ذكرى الثورة لن تزيد اليمنيين إلا تمسكاً بها، معتبرين أن ممارسات الجماعة من قمع ونهب وإذلال منذ انقلابها في 21 سبتمبر 2014، تعيد إلى الأذهان ممارسات الإمامة التي أطاحت بها ثورة سبتمبر قبل أكثر من ستة عقود.
وكشف شيخ قبلي بارز من أبناء مخلاف العود لـ"خبر"، أن خوف الحوثيين من ثورة 26 سبتمبر يعود إلى أنها كسرت احتكار السلالة للحكم والثروة بمزاعم "الحق الإلهي"، وهو ما تخشاه الجماعة اليوم.
وأشار إلى أن المليشيا أعلنت رسمياً احتفالها بعيد الثورة لكنها حصرت ذلك في ميدان التحرير بصنعاء، وأغلقت جميع المداخل المؤدية إليه عشية إيقاد الشعلة، بينما سمحت لنفسها بالاحتفال الواسع بذكرى انقلابها في 21 سبتمبر.
وتساءل الشيخ، الذي طلب عدم ذكر اسمه: "لماذا تخشى المليشيا احتفالاً رمزياً لا يتجاوز إيقاد شعلة أو بث أنشودة وطنية، وهي تسيطر على كل مؤسسات الدولة؟"، مجيباً: "لأنها تدرك تماماً أنها جماعة غير مرحب بها بسبب جرائمها وعنصريتها وسعيها لفرض مفاهيم طائفية على مجتمع ناضل لعقود من أجل نيل الحرية وتحقيق العدالة والمساواة".
جرائم ضد الإنسانية
وبحسب مصادر قانونية، فإن ما قامت به المليشيا يمثل انتهاكاً واضحاً للمادة (9) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، التي تحظر الاختطاف التعسفي، وكذلك للمادة (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، التي تكفل حرية الرأي والتعبير.
كما أن منع الأسر من التواصل مع ذويهم المختطفين يُعد إخفاءً قسرياً وفق التعريف الدولي، وهو من أخطر الانتهاكات التي قد تصل إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية إذا مورست بشكل واسع ومنهجي.
وتأتي هذه الواقعة ضمن سلسلة طويلة من الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق اليمنيين، في إطار سعيها لفرض أيديولوجيتها بالقوة وتكميم الأفواه.
ويطالب أبناء المديريات المتضررة بسرعة الإفراج عن المختطفين، وضمان سلامتهم الجسدية والنفسية، والسماح لأسرهم بالتواصل معهم، داعين المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الانتهاكات، والضغط على المليشيا لوقف جرائم الاختطاف والإخفاء القسري، وإدراجها ضمن ملفات المساءلة الدولية المتعلقة بجرائم الحرب في اليمن.