مصدر أمني لـ"خبر": مليشيا الحوثي تشن حملة اختطافات واسعة في صنعاء عقب الغارة الإسرائيلية
كشف مصدر أمني مطلع، الثلاثاء، أن مليشيا الحوثي نفذت حملة اختطافات واسعة في العاصمة صنعاء، طالت العشرات من المواطنين بينهم موظفون يعملون في منظمات أممية ودولية، بالإضافة إلى ضباط في وزارة الداخلية والقوات الجوية.
وأكد المصدر في تصريح لوكالة "خبر" أن عناصر تابعة لجهاز ما يسمى "الشرطة" الحوثية، مدعومة بمسلحين بزي مدني، نفذت عمليات خطف مباشرة من الشوارع، وأوقفت مواطنين من سياراتهم في أحياء متفرقة من صنعاء، ضمن ما وصفه بـ"حالة استنفار وارتباك أمني غير مسبوق" تعيشه الجماعة عقب الضربة الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت رئيس وزرائها وعدداً من وزرائها ومسؤوليها البارزين.
قيود صارمة على قيادات الجماعة
وبحسب المصدر، فإن قيادة المليشيا أصدرت تعليمات صارمة لقياداتها العليا بعدم الظهور في الأماكن العامة أو المشاركة في أي فعاليات، ومنعت استخدام أجهزة الاتصال اللاسلكي والهواتف المحمولة بمختلف أنواعها، وألزمتهم بالاكتفاء بخطوط الهاتف الأرضية، إلى جانب تقليص نشاطهم على شبكة الإنترنت خشية استمرار الاختراقات الاستخباراتية.
كما حُظر على قادة الجماعة الظهور في بث مباشر عبر وسائل الإعلام أو شبكات التواصل، في خطوة تعكس حجم الرعب الذي تسببت به الضربة الأخيرة، وسط تقارير تفيد بأن بعض القيادات لا تزال مصابة بجروح خطيرة، فيما يعيش الباقون في عزلة داخل مخابئ سرية.
استهداف موظفين أمميين وعسكريين
المصدر أوضح أن الاعتقالات شملت موظفين محليين في وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات دولية عاملة في صنعاء، بالإضافة إلى ضباط في الداخلية والقوات الجوية، متهمة إياهم بـ"التساهل الأمني" أو "التواطؤ" الذي أدى إلى كشف مواقع حساسة للحكومة الحوثية. وأضاف أن بعض المعتقلين نُقلوا إلى سجون سرية تديرها المليشيا في صنعاء وذمار، وسط تكتم شديد حول مصيرهم.
ارتباك داخلي وغضب شعبي
ويرى مراقبون أن هذه الحملة تعكس حجم الارتباك الداخلي الذي يضرب المنظومة الأمنية الحوثية بعد فقدانها ثقة قياداتها، لدرجة أن الجماعة باتت تشكك في ولاء ضباطها وحتى موظفي المؤسسات الدولية. وفي الوقت ذاته، أثارت الاعتقالات العشوائية حالة من الغضب الشعبي في صنعاء، حيث اعتبر مواطنون أن المليشيا تحاول التنكيل بالمدنيين لتعويض فشلها الأمني، في وقت يرزح فيه السكان تحت أزمات اقتصادية وإنسانية خانقة.
عجز عن احتواء الصدمة
المصدر الأمني أكد لوكالة "خبر" أن ما يجري في صنعاء يعكس عجز المليشيا عن احتواء الصدمة التي أحدثتها الضربة الإسرائيلية، والتي كشفت هشاشة بنيتها الأمنية والاستخباراتية رغم ما أنفقته من مليارات الريالات على إنشاء تحصينات ومخابئ تحت الأرض. وأضاف: "الجماعة اليوم لم تعد تثق بأحد، وتعيش في فوبيا دائمة من الخيانة والاختراق".
وختم المصدر تصريحه بالقول: "الوضع في صنعاء مرشح لمزيد من التوتر والاعتقالات في الأيام المقبلة، فالمليشيا فقدت القدرة على التوازن بين حماية قياداتها وإدارة شؤون السكان، وهي اليوم تحكم بقبضة أمنية مرتعشة، ما ينذر بانفجار شعبي أكبر في المستقبل".