ترامب: روبيو مستشاراً للأمن القومي ووزيراً للخارجية.. ووالتز سفيراً بالأمم المتحدة
مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز بجانب وزير الخارجية ماركو روبيو خلال حديثه لوسائل الإعلام بعد اجتماعات مع وفد أوكراني في جدة. 11 مارس 2025 - REUTERS
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، ترشيح مستشار الأمن القومي مايك والتز لمنصب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، فيما سيشغل وزير الخارجية ماركو روبيو منصب مستشار الأمن القومي، بالإضافة إلى منصبه الحالي.
وقال ترمب على منصة "تروث سوشيال": "يسرني أن أعلن ترشيح مايك والتز لمنصب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة".
وأشاد ترمب بوالتز قائلاً: "منذ خدمته العسكرية في ساحات المعارك، وعضويته في الكونجرس، وتوليه منصب مستشار الأمن القومي، عمل مايك والتز بجدٍ لوضع مصالح وطننا أولاً".
وأشار الرئيس الأميركي على منشوره، إلى أن روبيو "سيتولى منصب مستشار الأمن القومي، مع استمراره في قيادته القوية لوزارة الخارجية". وأضاف: "معاً، سنواصل النضال بلا كلل من أجل أن تستعيد الولايات المتحدة والعالم للأمان".
ورد والتز على إعلان ترمب، قائلاً على منصة "إكس": "يشرفني للغاية أن أواصل خدمة الرئيس ترمب وأمتنا العظيمة".
ويعد مستشار الأمن القومي أحد أكثر المناصب نفوذاً في البيت الأبيض، وهو منصب يعينه الرئيس، ولا يحتاج إلى تصديق من مجلس الشيوخ.
ويتولى مستشار الأمن القومي التنسيق بين كل وكالات الأمن القومي، وهو مكلف بإحاطة الرئيس بشأن هذه الأمور، وتنفيذ سياساته.
وسبق أن شغل الدّبلوماسي الأميركي المثير للجدل والحائز على جائزة نوبل للسلام، هنري كيسنجر، منصبي وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي آنٍ واحد، في عهد الرئيس السابق ريتشارد نيكسون.
فقدان النفوذ
وتعرض والتز وهو عضو جمهوري سابق في مجلس النواب عن ولاية فلوريدا ويبلغ 51 عاماً، لانتقادات كبيرة داخل البيت الأبيض وخارجه، بعدما تورط في فضيحة تتعلق بتسريب محادثة عبر تطبيق "سيجنال" في مارس الماضي، بين كبار مساعدي ترمب للأمن القومي.
وتحدثت وسائل إعلام أميركية عن مدى تأثير قضية "تسريبات سيجنال" الخاصة بالضربات على اليمن على نفوذ مستشار الأمن القومي داخل البيت الأبيض، وفقدان ترمب الثقة به.
وفقد والتز مكانته لدى ترمب وكبار مستشاريه، وجزء كبير من نفوذه في الجناح الغربي للبيت الأبيض، وذلك بعد أن أضاف بالخطأ الصحافي جيفري جولدبيرج، في مارس الماضي، إلى محادثة على تطبيق "سيجنال" لتنسيق مواقف فريق الأمن القومي بشأن الضربات في اليمن، وأثارت فضيحة لأنها ناقشت قضايا حساسة على تطبيق تجاري.
ورفض ترمب حينها إقالة والتز فوراً، لكنه أعرب سراً عن "إحباطه" من والتز، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، التي أشارت إلى أن الرئيس الأميركي وكبار المسؤولين بمن فيهم كبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، يشعرون بـ"الإحباط" من والتز حتى قبل "تسريبت سيجنال".
ولفتت شبكة CNN، إلى أن ترمب رفض بعد "تسريبات سيجنال" إقالة والتز "خشية أن يمنح لأعدائه الشعور بالانتصار"، وسط آمال بـ"تجنّب الفوضى" التي سبق أن شهدتها فترة إدارته الأولى.
وقالت 4 مصادر للشبكة، إنه رغم دعم ترمب حينها لوالتز إلا أن "مكانته لم تتحسّن أبداً"، مشيرين إلى أن كبيرة موظفي البيت الأبيض من أكثر المسؤولين الأميركيين "استياءً" من مستشار الأمن القومي.
وسبق أن اعتبرت عدة مصادر، أن إقالة والتز كانت "مسألة وقت" فقط، بحسب CNN، التي لفتت إلى أن تضاؤل نفوذه داخل الإدارة الأميركية أصبح جلياً بعد قرار ترمب إقالة موظفين من مجلس الأمن القومي بناءً على طلب الناشطة اليمينية لورا لومر.
وذكر مصادران، أن "بعض مسؤولي الإدارة بدأوا من خلف الكواليس بمناقشة مغادرة والتز منصبه خلال الأيام القليلة الماضية"، مضيفين أن "ترمب أعرب عن إحباطه عدة مرات".
ولفتا إلى أن النقاشات حول والتز ركزت على أمرين، أولاً، إيجاد مكان لنقله إليه بطريقة سلسة تجنباً للإحراج أو الإقالة المباشرة، وثانياً، تجهيز شخص آخر يكون مستعداً لتولي منصبه.
وقال مصدر، إن "الرئيس ترمب فقد الثقة به منذ فترة".
وسبق أن عّين ترمب خلال ولايته الأولى (2017-2021) أربعة مستشارين للأمن القومي، فيما سيكون خليفة والتز سادس مسؤول يشغل هذا المنصب خلال الولايتين الرئاسيتين.
وتحدث مسؤولون أميركيون كبار لـ"وول ستريت جورنال"، عن "تهميش" والتز خلال عدة مناقشات بشأن قرارات رئيسية تتخذها الإدارة الأميركية، ومنها مسألة بدء المحادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي، والتوسط في اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا.