يجب أن تعود الدولة.. هذا ما نريده فقط!

تصلنا فاتورة الكهرباء أسبوعيًا بعشرة آلاف ريال عن بيتنا الصغير، بما يعني 40 ألف ريال شهريًا، وسعر الكهرباء بـ 500 ريال عن الكيلو الواحد! هل تريدون أن أحكي لكم هنا شيئًا من الخرافات؟! في الماضي القريب، إلى ما قبل عشر سنوات، كانت تأتينا فاتورة الكهرباء شهريًا بـ 150 ريالا، وسعر الكيلو الواحد بـ 9 ريالات، ومعها كان والدي يستلم راتبه كاملًا مكملًا، وسعر الكهرباء منه لا تساوي قيمة التفكير فيه، أما اليوم فنعيش طيلة الأسبوع متوجسين وقلقين من سعر فاتورة الكهرباء، ومن سلم التاجر الذي سيأتي نهاية الأسبوع ليفصلها لو لم ندفع، ومعها لا يوجد رواتب ولا معاشات ولا إكراميات ولا إعفاءات ولا مبالغ إضافية، ولاهم يحزنون..

يجب أن تعود الدولة، هذا ما نريده فقط، يجب أن تعود محطة الكهرباء، يجب أن تعود الرواتب، يجب أن تنتهي الحرب، يجب أن ينتهي هذا العبث الخبيث منذ عشر سنوات، ليحكمنا من شاء أن يحكم، ليس مهمًا إذا عادت الدولة ومؤسساتها الخدمية، إذا عادت الحياة والأرواح البشرية المنهكة، لقد ضاق الشعب من ويل الحرب، ومن ويل المستفيدين من الحرب وضياع مؤسسات الدولة..

عودة الدولة ومؤسساتها يأتي اليوم كضرورة لا بد منها، ومقدمة حتمية، وخيار وحيد، وأولوية استراتيجية يجب أن تتقدم على جميع الاهتمامات والانشغالات والاشتغالات والاجتماعات والمؤتمرات والحوارات، والجدالات البيزنطية، والتخندقات الفئوية، والتناقضات المتقابلة، والأطراف المتحاربة والآيديولوجيات المتصارعة حول توزيع الجغرافيا والفوز بالحصص الدسمة والتوافقات التحاصصية ضمن حوارات الصفقات التي يراد بها إرضاء جميع "المتحاربين" على حساب المواطن الذي أفنى حياته خلال ثمان سنوات بينما ينتظر دولة ومؤسسات قد توفر له الحد الأدنى من متطلبات الحياة واحتياجاتها البسيطة.

*صفحة الكاتب على الفيسبوك