وكالة "ستاندرد آند بورز" الدولية: حرب اليمن تدخل منعطفاً خطيراً وتضرب قطاع النفط العالمي

قالت وكالة "بلاتس ستاندرد آند بورز" الدولية المعتمدة للبحوث والتحليلات المالية على الأسهم والسندات وأسواق البورصة العالمية، إن حرب اليمن دخلت منعطفاً خطيراً باستهداف الحوثيين قطاع النفط العالمي. وحذرت الوكالة، في تقرير نشرته، الأربعاء 4 أبريل 2018، من تصاعد التهديدات عبر قطاعات النفط والشحن الدولي من قبل مليشيا الحوثي الإيرانية.

وجاء في التقرير الذي ترجمته وكالة "خبر":

تصاعدت التهديدات عبر قطاعات النفط والشحن في الشرق الأوسط بما في ذلك أهم ممر ملاحي عالمي رئيسي، بعد أن شن متشددون من الحوثيين الشيعة هجوماً فاشلاً على ناقلة نفط سعودية قبالة السواحل اليمنية.

بعد ثلاث سنوات من الجمود، يبدو أن الصراع في اليمن دخل منعطفاً خطيراً، مع استهداف ناقلة النفط السعودية "ابقيق"، والتي كانت تحمل مليوني برميل من النفط الخام إلى "العين السخنة" في مصر.

ودفع هذا الاعتداء، وزير الطاقة في أكبر دولة مصدرة للنفط الخام في العالم إلى إصدار بيان يطمئن السوق الدولية بعدم حدوث أي تعطيل في إمدادات النفط.

وقال وزير النفط والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح، يوم الأربعاء، إن الهجوم الحوثي على ناقلة نفط سعودية "محاولة يائسة للتأثير على أمن الملاحة الدولية، باءت بالفشل ولن تؤثر على النشاط الاقتصادي أو تعطل إمدادات النفط".

ويتوقع بعض المحللين أن يزيد هذا من حدة التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، خاصة بين المملكة العربية السعودية وإيران.

وقال رئيس استراتيجية السلع لدى مجموعة "آر بى سى كابيتال ماركتس"، هيليما كروفت لوكالة "ستاندرد آند بورز": "ما زلنا نرى اليمن ساحة مواجهات خطرة بالنسبة لسوق النفط، ويمكن أن يكون ذلك بمثابة حافز لمواجهة مباشرة بين السعودية وإيران".

وقالت القوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي التي تعمل حول البحر الأحمر وخليج عدن وجزء كبير من المحيط الهندي إنها تحقق في الحادث، ولكنها أضافت أن تدفق السفن في هذه المنطقة لا يزال مستمراً رغم الهجوم.

وقال متحدث باسم االقوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي لوكالة بلاتس ستاندرد آند بورز، "تبقى الممرات البحرية مفتوحة لكن يجب أخذ الحيطة... ليس هناك أي تأثير على الشحن".

ووصف محللون الهجوم بأنه إشارة لردع التحالف بقيادة السعودية عن مهاجمة الحديدة، وهو الميناء اليمني الوحيد الذي لا يزال يسيطر عليه الحوثيون، والذي يعد مفتاحاً لإمداداتهم.

ويأتي ذلك بعد أيام فقط من اعتراض الدفاعات الجوية السعودية سبعة صواريخ باليستية أطلقت من داخل اليمن باتجاه أهداف مختلفة في المملكة.

الشحن عبر البحر الاحمر

وهذا أول هجوم يشنه متشددون من الحوثيين على أي سفن تمر عبر نقطة الاختناق الرئيسية بين شبه الجزيرة العربية والقرن الأفريقي، وهو شريان تجاري رئيسي للمملكة العربية السعودية.

ومر نحو 4.8 مليون برميل في اليوم من النفط والمنتجات عبر البحر الأحمر في عام 2016، وهو ما يمثل حوالي 5٪ من التجارة البحرية العالمية، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

ويعبر نحو 1.5 مليون برميل يومياً من النفط الخام بشكل رئيسي من المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات وعمان إلى الجنوب من "العين السخنة" على البحر الأحمر إلى "سيدي كرير" على البحر المتوسط ​​في شمال مصر عبر خط أنابيب سوميد.

ويصل الجزء الأكبر من واردات أوروبا من النفط الخام من الشرق الأوسط عبر خط الأنابيب هذه.

وكانت الناقلة "ابقيق" في طريقها عبر الحديدة إلى العين السخنة في مصر، وهي نقطة التفريغ الرئيسية لخط أنابيب سوميد إلى البحر الأبيض المتوسط، وغيرت مسارها لفترة وجيزة بسبب الهجوم الفاشل، وفقاً لبيانات وكالة بلاتس ستاندرد آند بورز.

مخاطر التكرير والبنية التحتية النفطية في المملكة

وبالإضافة إلى كونه طريق عبور رئيسياً للنفط، فإن مضيق باب المندب مهم أيضا لمصافي البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية، والتي يتم تزويدها إلى حد كبير بالزيت الخام المنتج في منطقتها الشرقية التي يتم شحنها من الخليج الفارسي.

وتتركز قدرة الإنتاج في المملكة عند 12.5 مليون برميل في اليوم على حوالي 12 خزانا رئيسيا في الركن الشمالي الشرقي من المملكة، إلى جانب حقل الشيبة في الجنوب. ويوجد في السعودية أربع محطات رئيسية لتصدير النفط.

وتأتي هذه التوترات المتصاعدة في وقت تقوم فيه أرامكو السعودية المملوكة للدولة ببناء بنية تحتية جديدة في المناطق القريبة من البحر الأحمر. وتقوم أرامكو حالياً بتعزيز الطاقة في مرفأ المعجز النفطي المطل على البحر الأحمر من خلال مشروع إعادة تأهيل كبير.

كما تشغل خط أنابيب للنفط الخام بين الشرق والغرب يبلغ طوله 1200 كيلومتر ويمتد من أبقيق بالمنطقة الشرقية إلى بحر ينبع.

كما يتم شحن النفط الخام حول شبه الجزيرة العربية إلى مصفاتين رئيسيتين هما ياسرف وسامرف في ينبع، وتقوم بمعالجة نحو 800،000 برميل في اليوم من الخام.

بالإضافة إلى ذلك، تقوم أرامكو ببناء مصفاة أخرى تبلغ 400 ألف برميل في اليوم في محافظة جيزان الجنوبية الغربية.

وعلى حدود اليمن، كانت المحافظة هدفاً لهجمات الحوثيين، بما في ذلك الصواريخ غير الموجهة في مارس.