عصيان في صنعاء، وهدف قذر للحوثي من إفتعال أزمة الغاز !

شهدت العاصمة صنعاء، اليوم الاثنين، عصيانا مدنيا غير معلن، توقفت على إثره حركة المشاة والمركبات في معظم شوارعها وأسواقها.

يأتي ذلك وسط انعدام مادة الغاز منذُ أيام في جميع المحطات والمعارض المخصصة لبيعها.

لتلحقها اليوم المشتقات النفطية التي انعدمت هي الأخرى وأغلِقت المحطات أمام طوابير السيارات التي أمتدت لتصل في بعضها لعدة كيلومترات من دون أن يكون هناك أي إجراء أو بارقة أمل لحلها.

يُذكر أن ميليشيا الحوثي التي احتلت صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها منذُ21 سبتمبر 2014 قد تذرعت بأنها جاءت حينها من أجل إنقاذ الناس ومحاربة الفساد وفي المقدمة إسقاط الزيادة الطفيفة المقرّة حكوميا يومها، في أسعار الوقود، والتي كانت بمقدار (500) ريال للدبة الواحدة سعة (20) لترا "بنزين"، ومثلها "سولار" حيث ارتفع بعدها السعر من (3000- 3500) ريال، فيما وصل سعر نفس الكمية اليوم تحت سلطة الميليشيات الحوثية "النزيهة" إلى عشرة آلاف ريال للعشرين اللتر بنزين، بينما ارتفع سعر إسطوانة الغاز من (1500) ريال قبل الانقلاب الحوثي إلى (8000) ريال سعر شبه رسمي و(15000) ألف ريال في السوق السوداء، وخلوا في بالكم أن كل هذه الانجازات التي تحقتت بعد (4) سنوات فقط من الجهاد الحثيث في محاربة الفساد والتخفيف من أعباء المواطن الغلبان.

مراقبون اقتصاديون وسياسيون يرون بأن هذه الأزمة الجديدة متعمدة من قِبل الحوثية، وتندرج في سياق سياستها القذرة التي سبق وأن اتخذتها حينما تعمدت قطع المشتقات النفطية عن السوق لكي تقرر تعويمها بعد ذلك من أجل تسهيل مهمة إيران لتقديم الدعم المالي لها سريا، من خلال تزويدها بكميات هائلة من المشتقات النفطية عن طريق شركات وسيطة، تقوم بتسليمها يوميا لتبيعها للمواطنين بفارق كبير جدا عن السعر العالمي، وبدلا من أن تستفيد من هذا الدعم لدفع مرتبات الموظفين تقوم بتكديس قيمتها في بدروماتها وحساباتها الخارجية.

وباختصار، علينا أن ننتظر قرارا يقضي بتعويم مادة الغاز تمهيدا لدعم خارجي جديد، وقد يأتي هذه المرة من الدوحة، وكل هذا، بالطبع، ليس على سواد عيون ملايين الغلابى، وإنما سواد العمائم، بحكم أنه يصب فقط في مصلحة الميليشيات الحوثية وإطالة عمرها لمواصلة تدمير البلد وقتل أبنائه وانتهاك آدميتهم وتمزيق نسيجهم الاجتماعي وتجويعهم، دون أن يكون للمجتمع الدولي أي موقف فاعل ومحترم يضع حدا لهذا الإرهاب الحوثي الذي لا يختلف بشيء عن إرهاب أي جماعات إرهابية كداعش والقاعدة وغيرها، بل وربما أن الحوثية أسوأ وأخطر على اعتبار أنها تحظى بدعم مباشر من دول إقليمية مهمة ماديا وإعلاميا وسياسيا ولوجستيا.