أسير محرر يكشف ما يقال عن مصر في السجون الإسرائيلية بين الجنود

قال الأسير الفلسطيني المحرر من السجون الإسرائيلية محمد ناجي استنادا لأحاديث السجانين والجنود الإسرئيليين حول مصر، إنها تمثل رعبا دائما في الوعي الإسرائيلي.

وأكد ناجي، خلال لقائه في برنامج "إنذار مع نذار" الذي يقدمه نزار السيسي عبر منصة "نيوز رووم"، أن الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية لديهم فهم دقيق لطريقة تعامل الإعلام العبري مع الشأن المصري، وذلك بفضل إجادتهم للغة العبرية ومتابعتهم المستمرة للمحتوى الإعلامي الإسرائيلي.

وقال: نحن كأسرى محررين نمتلك وعيًا خاصًّا بالواقع الإسرائيلي، لأننا كنا نستمع إلى النشرات الإخبارية العبرية عن كثب. كانت هناك نشرتان أساسيتان داخل السجون، وكانت النشرة الأولى عند الساعة 8 مساءً هي الأكثر تأثيرًا.

وأضاف: كنا نتابع ما يُبث عن مصر، ونشعر بوضوح بمدى الرعب، والفوبيا، والخوف الذي يكنّه الإعلام الإسرائيلي تجاه أي خطوة مصرية. أي مناورة عسكرية روتينية، أو حتى تحركات أمنية طبيعية في سيناء، تُحوَّل فورًا إلى خبر عاجل: مصر تستعد للحرب، مصر على وشك التصعيد.

وأشار ناجي إلى أن هذا الخوف الجامح له جذور تاريخية عميقة، وتتمحور حول ذكرى حرب أكتوبر 1973: السبب الرئيسي لهذا الهوس هو ذكرى 6 أكتوبر. فالانتصار المصري لم يُمحَ من الذاكرة الإسرائيلية، بل لا يزال حاضرًا كما لو أن الحدث وقع بالأمس.

وأوضح أن البرامج التوثيقية التي تُعرض على القنوات الإسرائيلية لا تزال تتناول الحرب بشكل موسّع، مشددًا: كانوا يتحدثون عن الذكاء الاستراتيجي المصري، وعن كيفية خداع الجيش الإسرائيلي، وعن روح المقاتل المصري، وعن عدم استعدادهم لما حدث. ولا ينكر الإسرائيلي أن ما قام به الجيش المصري كان عملاً عظيمًا وجبارًا، لا يمكن أن يقوم به إلا شعبٌ ذو فكر قوي، وإرادة من حديد، وشجاعة نادرة.

وخلال حديثه، وجه ناجي تحية عزّ وافتخار للقوات المسلحة المصرية، وقال: في كل مرة أتذكر فيها الشهداء المصريين الذين ارتقوا في الدفاع عن فلسطين، أشعر بالفخر. لأن دور مصر الحقيقي مع القضية الفلسطينية لا يبدأ من الدعم السياسي أو المفاوضات، بل من الدماء المصرية التي اختلطت مع دماء الفلسطينيين على أرض المعركة دفاعًا عن الأرض والمقدسات.