بعد وقف حرب غزة.. تصاعد أصوات فنية وقبلية ضد سياسات وممارسات مليشيا الحوثي
ارتفعت خلال الساعات الماضية أصوات فنية ووجاهات قبلية بارزة تنتقد قيادات مليشيا الحوثي وتطالب بصرف الرواتب وإطلاق المخطوفين وإعادة المقصين وضبط القتلة.
شهدت مناطق سيطرة الحوثيين موجة احتجاجات متصاعدة من فنانين وممثلين اتهموا الجماعة بسياسة تجويع واستهداف الحياة الثقافية عبر قطع الرواتب وفرض قيود على الإنتاج الفني، ما دفع بعضهم إلى التشهير بالوضع المعيشي والتذمر العلني من انعدام الدخل والحرمان من مصادر رزقهم.
تضمنت الشكاوى النقابية والشعبية حالات محددة أشار إليها فنانون بارزون، بينها تسجيلات ومقاطع نشرها ممثلون على مواقع التواصل الاجتماعي يؤكدون ان استمرار قطع مرتباتهم واشتداد القيود على تصوير الأعمال داخل صنعاء يفاقم معاناتهم، ما زاد من هشاشة قطاع الفن والدراما في مناطق الحوثيين.
حالة التذمر الفني ترافقت مع حوادث أمنية أثارت غضباً قبلياً محلياً، أبرزها اتهامات وجهها الشيخ محمد حسين المقدشي أحد مشايخ مديرية عنس بمحافظة ذمار لقيادات حوثية تنحدر من منطقة بني سلامة في مديرية آنس بالوقوع في أعمال نهب وخطف وقتل تحت غطاء المسيرة الحوثية، ونشر منشوراً مهدداً بسحل من وصفهم بـ (قطاع الطرق والقتلة) في حال عدم محاسبتهم.
في إب، أشار الشيخ عبدالحميد الشاهري، وكيل محافظة إب المعين من قبل الحوثيين، في منشور له، إلى حجم الظلم والتجاوزات وطالب صراحة بإطلاق السجناء الذين لم تثبت إدانتهم، وبإصلاح الأجهزة الأمنية ووقف الاختطافات والسجون خارج القانون، مطالباً أيضاً بإعادة الكفاءات التي تم إقصاؤها من قبل المليشيا إلى مواقعهم لتفادي تفاقم الانهيار الأمني.
حقوقيون وناشطون سجلوا مئات من حالات الاختطاف التي طالت نشطاء ومواطنين انتقدوا سياسات الجماعة واحتفلوا بثورة 26 سبتمبر، مما عزز مخاوف من توسيع حملات القمع ضد الأصوات المستقلة في المجتمع المدني والثقافي.
المطالب المجتمعية المتصاعدة تركزت على صرف الرواتب المتوقفة فوراً، وإطلاق المخطوفين، وإغلاق مراكز الاحتجاز غير القانونية، وإعادة المقصين، وإشراك الكفاءات المستبعدة، وملاحقة وضبط قتلة المدنيين ومروجي الفوضى أمام الجهات القضائية.
ويرى مراقبون أن التصدع الداخلي الحالي جاء بعد يوم من انتهاء حرب غزة، وهي اليافطة التي طالما تهرب الحوثيون بها من المطالب الشعبية واستحقاقات الداخل المعيشية بسبب انقطاع الرواتب الذي يفاقم استياء كل فئات المجتمع.
وأشاروا إلى أن انتهاء الحرب في غزة سحب من المليشيا ذريعة كانت تتذرع بها لتبرير فشلها في إدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها، وأبرز هشاشة خطابها الداخلي الذي ظل يربط الأزمات المعيشية بالقضايا الخارجية.
وأكد المراقبون أن تنامي الانتقادات من داخل الوسطين الفني والقبلي يمثل مؤشراً على بداية تصدع في الجبهة الاجتماعية للمليشيا، نتيجة تراكم الفساد وتجاهلها للالتزامات تجاه المواطنين، مما قد يفتح الباب أمام موجة أوسع من الاحتجاجات الشعبية في حال استمرار سياسة القمع والتجويع.