حصيلة زلزال أفغانستان ترتفع إلى 1200 قتيل وتحذيرات من تأثر مئات الآلاف من السكان
شهدت أفغانستان، الأحد 31 آب/أغسطس، زلزالًا قويًا ضرب شرق البلاد وأودى بحياة المئات، فيما حذرت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء 2 أيلول/سبتمبر من أن تداعياته قد تطال "مئات الآلاف" من السكان. ومع ارتفاع الحصيلة إلى 1200 قتيل وأكثر من 3 آلاف جريح، تتزايد المخاوف من كارثة إنسانية في بلد يواجه بالأصل أزمات اقتصادية وبنية تحتية هشة.
تحذيرات أممية من أزمة إنسانية واسعة
حذرت الأمم المتحدة، الثلاثاء، من أن الزلزال القوي الذي ضرب شرق أفغانستان قد يؤثر على "مئات الآلاف" من الأشخاص، وسط مخاوف من ارتفاع كبير في عدد الضحايا.
وقال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في أفغانستان، إندريكا راتواتي: "نعتقد أن عدد الأفراد المتأثرين قد يصل إلى مئات الآلاف"، مضيفًا: "لا شك في أن عدد الضحايا سيكون هائلًا".
حصيلة الضحايا والجرحى
أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية أن الحصيلة غير النهائية للزلزال بلغت 1200 قتيل وأكثر من 3000 جريح، مشيرة إلى أن الأعداد مرشحة للارتفاع مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ في المناطق المنكوبة.
وضرب الزلزال ولاية كونر القريبة من الحدود مع باكستان بقوة 6.2 درجات على مقياس ريختر، وفق المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض، الذي أوضح أن الزلزال وقع على عمق عشرة كيلومترات فقط.
غوتيريش: لن ندخر أي جهد لتقديم المساعدة
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في بيان أمس عن حزنه العميق للخسائر المأساوية في الأرواح التي خلفها الزلزال في مقاطعة ننغرهار شرقي أفغانستان.
وأكد أن المنظمة وشركاءها يعملون بالتنسيق مع السلطات لتقييم الاحتياجات وتقديم المساعدات الطارئة، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة خصصت خمسة ملايين دولار مبدئيًا من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ، مع التحضير لإطلاق نداء إنساني عاجل.
وقال غوتيريش إن "الأمم المتحدة في أفغانستان لن تدخر أي جهد في سبيل مساعدة الناس"، لكنه شدد على أن التمويل الإنساني الحالي "غير كافٍ لتلبية الاحتياجات"، داعيًا المجتمع الدولي إلى تقديم موارد إضافية.
دمار واسع ومنازل منهارة
أفادت وكالات تابعة للأمم المتحدة بوقوع دمار واسع في أربع مقاطعات شرقية، بينها ننغرهار وكونر، حيث انهارت مئات المنازل في المناطق الجبلية النائية.
وأوضح سلام الجباني من منظمة "اليونيسف" أن "الزلزال وقع ليلًا حين كانت العائلات في منازلها نائمة، ولذلك شهدنا هذا العدد الكبير من الخسائر".
وكثّفت الخدمة الجوية الإنسانية للأمم المتحدة رحلاتها بين كابول وجلال آباد لنقل الموظفين والمساعدات.
كما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فرقها موجودة في المستشفيات والمرافق الصحية لدعم علاج الجرحى، وأنها تعمل على إرسال الأدوية والإمدادات الأساسية إلى المناطق المنكوبة.
زلازل متكررة في أقل من عامين
يُعد الزلزال الأخير من بين الأسوأ التي ضربت أفغانستان في السنوات الأخيرة بحسب الأمم المتحدة، إذ يأتي بعد أقل من عامين على سلسلة زلازل مدمرة ضربت ولاية هرات في تشرين الأول/أكتوبر 2023، وأدت إلى مقتل نحو 1480 شخصًا وإصابة قرابة 2000 آخرين، مخلفة دمارًا في مئات القرى.