سياسي يمني: اختطاف أمين عام المؤتمر وحظر الاحتفالات الوطنية يضع الحوثيين في مواجهة مباشرة مع الشعب
شكّل اختطاف مليشيا الحوثي الإرهابية للأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام واثنين من مرافقيه في العاصمة المختطفة صنعاء، محطة مفصلية في مسار العملية السياسية والوطنية بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.
كما عكس قرار المليشيا المدعومة إيرانياً، إلغاء الاحتفالات بالمناسبات الوطنية والسياسية، وفي مقدمتها ذكرى ثورة 26 سبتمبر، حقيقة مشروعها القائم على تطييف الهوية الوطنية.
وأصدرت المليشيا قراراً يقضي بمنع إقامة أي فعاليات وطنية أو سياسية، وأجبرت حزب المؤتمر الشعبي العام على إصدار بيان يعلن فيه إلغاء الفعالية المقررة بمناسبة الذكرى الـ43 لتأسيس الحزب، قبل أن تُقدم على اختطاف أمينه العام الشيخ غازي أحمد علي الأحول، مع اثنين من مرافقيه الأربعاء الماضي. وفي الوقت نفسه، تواصل الجماعة تنظيم فعالياتها الطائفية المنسجمة مع أيديولوجيتها، وتُلزم المواطنين بالحضور قسراً ودفع الجبايات أيضاً.
وفي هذا السياق، أكد عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الديمقراطي "حشد"، ناجي بابكر، أن هذا السلوك الحوثي ليس جديداً، فقد سبق للجماعة أن شنّت حملات اختطاف واسعة في الأعوام الماضية بحق المحتفلين بثورة 26 سبتمبر في المدن والقرى.
وأوضح بابكر، في حديثه لوكالة خبر، أن الحوثيين يعيشون حالة من الذعر أمام القاعدة الشعبية المتنامية لحزب المؤتمر، الذي يقوده تاريخياً الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، والذي أوصى قبل استشهاده بالتمسك بالنظام الجمهوري والدفاع عن أهداف ثورة سبتمبر.
وقال بابكر، إن الرئيس الراحل صالح لم يؤسس حزباً طائفياً أو مناطقياً، بل أسس لحاضنة جماهيرية واسعة ترى فيها المليشيا الخطر الأكبر على مشروعها السلالي، ولذلك تسعى لتفكيكها عبر الاختطافات والأحكام الجائرة، مثل الحكم الأخير الصادر نهاية يوليو الماضي بإعدام السفير أحمد علي عبدالله صالح، فضلاً عن سلسلة ممارسات قمعية طالت قيادات وكوادر الحزب كان آخرها اختطاف الشيخ غازي الأحوال.
وأكد أن هذه الانتهاكات تكشف حجم الخوف الذي يسيطر على الميليشيا من حزب المؤتمر وجماهيره، باعتبارهم الأكثر رفضاً لمشروعها، وبفضلهم تتفاعل بقية الجماهير الشعبية، بما فيها قواعد الأحزاب الأخرى التي خذلتها قياداتها.
ويرى مراقبون أن قرار مليشيا الحوثي إلغاء الاحتفالات الوطنية واختطاف قيادات المؤتمر يعكس بوضوح حقيقة مشروعها الطائفي الذي يقدّس مناسبات مرتبطة بالولاية والإمامة، ويضعها فوق ذكرى ثورة 26 سبتمبر، تلك الثورة التي أطاحت بنظام أجدادهم وأعادت لليمنيين حريتهم وكرامتهم.
وأشاروا إلى أن ما يجري اليوم يكشف بجلاء أن صراع اليمنيين مع المليشيا الحوثية لم يعد سياسياً فحسب، بل هو معركة وجود وهوية بين مشروع جمهوري وطني جامع، ومشروع طائفي إمامي يسعى لفرض وصاية الماضي.
وأكدوا أنه مع كل خطوة قمعية تُقدِم عليها المليشيا الإرهابية، بفرضها ما على اليمنيين أن يحتفلوا به وما الذي لا يحتفلون به، يزداد وعي الشعب اليمني بحتمية التمسك بثورة 26 سبتمبر كمنارة للتحرر والخلاص.