تنامٍ مقلق لجرائم العنف الأسري في اليمن آخرها رجل ينهي حياة زوجته خنقاً شمالي الضالع

أقدم مواطن على قتل زوجته في مخلاف العود على الحدود الإدارية لمحافظتي الضالع وإب (وسط اليمن)، في حادثة أصابت المنطقة بصدمة.

وتزايد أعداد ضحايا جرائم العنف الأسري في البلاد، خلال السنوات الأخيرة من الحرب التي اندلعت عقب انقلاب المليشيا الحوثية في 21 سبتمبر/ أيلول 2014م، جاءت أغلبها في مناطق الأخيرة.

وأفاد المواطن مسعد أحمد هزاع، من أبناء مخلاف العود، في الأجزاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي (المصنّفة على قائمة الإرهاب)، بأن شقيقته قُتلت خنقاً في الخامس من رمضان.

وأوضح، في منشور على "فيسبوك"، أن "شوقي مسعد مقبل" أقدم بعد عصر الجمعة الماضية على خنق زوجته "شقيقة مسعد" بكل وحشية وإجرام حتى فارقت الحياة، حد تعبيره.

وطالب الجهات الأمنية والقضائية بإنزال أقصى حدود العقاب على الجاني ليكون عبرة لغيره.

يأتي ذلك بعد يوم على ضبط الأجهزة الأمنية في تعز شخصا يدعى (ع. ع. س) لقتله والده في قرية "المساحين" مديرية الشمايتين، بسبب خلافات أسرية سابقة بينهما.

وجاءت الواقعة الأخيرة بعد نحو 72 ساعة على قتل شاب والدته شنقاً في حي "الممدارة"، مديرية الشيخ عثمان بعدن جنوبي البلاد.

وحاول ابن الضحية تبرئة نفسه بتقديم بلاغ لقسم الشرطة عن انتحار والدته، لولا أن فريق معاينة الجثّمان وجد آثار اعتداء على جسم الضحية. وعند التحقيق مع ابنها انهار واعترف بقتل والدته شنقاً نتيحة خلاف نشب بينهما.

ومطلع الشهر نفسه، أقدم "بشير الحبيشي" على قتل عمه "والد زوجته" الحاج "لطف الحاج"، واصاب زوجته، في قرية "المقلاع" بمنطقة "ميتم" جنوب شرق مدينة إب مركز المحافظة الخاضعة للحوثيين.

وذكر مصدر محلي أن الجاني نفذ جريمته أثناء ما كان متواجداً داخل منزل والد زوجته، مؤكداً أن محافظة إب تصدرت قائمة ضحايا جرائم العنف الأسري بالنسبة للمناطق الخاضعة للحوثيين.

وأرجعت المصادر المحلية أسباب الحادث إلى خلافات أسرية بين الزوج وزوجته وأفراد أسرتها، مسيرة إلى أن الجاني لاذ بالفرار إلى جهة مجهولة عقب الحادث مباشرة.

وتصدرت محافظة إب قائمة المحافظات الأكثر ارتكابا لجرائم القتل والاعتداءات المسلحة.

ومثل هكذا جرائم تأتي امتداداً لأخرى مماثلة، لم تنج منها أي من المناطق اليمنية، لا سيما الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي.

ففي فبراير الفائت، شهدت الجوف (الخاضعة للحوثيين) جريمة مروعة، باقدم مواطن يدعى "عمار عوض حسين الشمري"، من أبناء مديرية المتون، على قتل شقيقته "سمر" الحامل في الشهور الأخيرة.

وذكرت المصادر، أن الجاني ارتكب جريمته على خلفية نزاع على مبلغ مالي مع والده، أثناء الاعتداء عليه ومحاولة قتله لولا تدخل شقيقته بحماية والدها.

ومنتصف الشهر نفسه، أصدرت محكمة الروضة الابتدائية، محافظة شبوة (شرقي البلاد) حكما قضى بإدانة المتهم مذيب أحمد باحاج، بما نسب إليه في قرار الاتهام ومعاقبة المدان بالإعدام قصاصا رمياً بالرصاص قوداً بقتله المجني عليه (والده) أحمد سالم باحاج، ومصادرة السلاح المستخدم في الجريمة للخزينة العامة للدولة.

وهذا يؤكد أن جرائم العنف الأسري ليست حكراً على مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، إلا أن الأخيرة تصدرتها بفارق كبير.

وذكر مصدر أمني، أن مرتكبي مثل هكذا جرائم غالباً ما يعانون من ضعف في الوازع الديني، واضطرابات نفسية إثر تردي الأوضاع المعيشية وتعاطي المخدرات بأنواعها التي راجت تجارتها خلال سنوات الحرب.

ويؤكد مسؤولون في داخليتي صنعاء وعدن، أن البلاد تشهد ارتكاب جرائم عنف أسري بشكل شبه أسبوعي، في ظاهرة باتت تشكل قلقاً كبيراً، رغم أن هذه الإحصائيات المقلقة لا تشكل رقما مقارنة بجرائم العنف المجتمعي الأخرى والتي غالبا ما تغذيها المليشيا الحوثية.