وزير الأمن الأميركي: «القاعدة» و«داعش» يهدداننا

بينما اعترف بصعوبة كسب ثقة المسلمين الأميركيين في الحرب الأميركية ضد الإرهاب، وخاصة ضد «داعش»، قال جيه جونسون، وزير الأمن الوطني الأميركي الجديد، بأن كلا من تنظيمي «القاعدة»، و«داعش» يهددان الأمن الأميركي.

وأضاف، في مقابلة مع تلفزيون «فوكس»، أن خطر «مركز القاعدة» يظل مستمرا، بالإضافة إلى منظماتها الفرعية، والمنظمات ذات الصلة، وقال: «بالتأكيد، لم ينته» الخطر. وقال: إن «القاعدة» لم تعد قوية كما كانت في عام 2001. لكنها، وفروعها: «تشكل خطرا كبيرا على الوطن».

واختلف جونسون، في إجابة على سؤال من «فوكس»، مع المتحدث باسم البيت الأبيض الذي كان قال، في الأسبوع الماضي، بأن «القاعدة قضي عليها». وقال جونسون: «نعم، حققنا انتصارات كثيرة. لكن، لم ينته الخطر». وكانت صحيفة «واشنطن بوست» قالت، في الأسبوع الماضي، بأن هناك اختلافا في هذا الموضوع بين جونسون في جانب، والرئيس أوباما، ووزير الخارجية جون كيري، في الجانب الآخر.

ونفى جونسون، في «فوكس»، أن أهمية منظمة «خراسان» الإرهابية مبالغ فيها، وبهدف تبرير الضربات الجوية الأميركية في العراق وسوريا. وقال: «منظمة خراسان حقيقية وقوية وخطرة».

في نفس الوقت، يواجه جونسون، خلال جولة في ولايات أميركية للحديث مع الجاليات المسلمة، انتقادات منها، وخاصة من شبابها (الذين ولدوا وتربوا في الولايات المتحدة). وفي واحد من اللقاءات، اعترف بوجود «مشكلة ثقة» بين المسلمين الأميركيين والحكومة الأميركية في طريقة تنفيذ الحرب ضد الإرهاب.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز»، أول من أمس، مواجهة في لقاء في المركز الثقافي الإسلامي في مدينة دبلن الصغيرة (ولاية أوهايو)، بالقرب من مدينة كولومبس. يوجد هنا ثاني أكبر تجمع للأميركيين الصوماليين في الولايات المتحدة (بعد منيابوليس، في ولاية منيسوتا). وقالت الصحيفة: «جاء وزير الأمن الوطني إلى هنا لتقديم رأي الحكومة، ولطلب مساعدتها. لكنه واجه سلسلة من المظالم من مجموعة من قادة المسلمين».

وقالت الصحيفة بأن هؤلاء اشتكوا من نقاط التفتيش على الحدود. وقالوا: إنها «مهينة». واشتكوا من نشاطات مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي أي) المسماة «ستنغ» (دس جواسيس وسط المسلمين)، وأنها تستهدف المواطنين الأميركيين المسلمين باعتبار أنهم إرهابيون. واشتكوا بأن السياسة الخارجية قررت ترك الرئيس السوري بشار الأسد في مكانه، ولهذا، صار نقطة جذب للمتطرفين.

وقال عمر صقر (25 عاما): «يجب أن تكون علاقتنا مبنية على الثقة. لكن، لم تعطنا الحكومة الأميركية أسبابا كثيرة جدا لبناء هذه الثقة».

واقترحت ليلى السباعي، وعمرها 28 عاما، أم لـ3 أطفال، عضو مجلس إدارة المركز الثقافي، منحة من الحكومة الاتحادية قدرها 4 ملايين دولار لبناء صالة رياضية وغرف دراسية. وقالت: «نحتاج إلى مزيد من الأنشطة لشبابنا».

واقترح حسام موسى (34 عاما)، إمام المركز الثقافي، الذي يصلي فيه قرابة 5 آلاف شخص صلاة الجمعة، أن توظف وزارة الأمن «علماء المسلمين الموثوق بهم للمساعدة في مكافحة دعايات العنف» من قبل داعش.

وسأل: «كيف نهزم داعش؟ ما هو رد شاب مسلم على دعاياتهم؟ يجب أن نهزمهم في مكان تجنيدهم».

وقال الوزير: «لا يمكن أن نسمح للشباب ليقعوا فريسة لعقيدة داعش. نحتاج لتوفير بديل. نحتاج لإعادة توجيه آمالهم، وإعادة توجيه عواطفهم».

وفي سلسلة محاولات من الحكومة الأميركية لكسب المسلمين الأميركيين في الحرب ضد الإرهاب، وخاصة ضد «داعش»، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما سيرعى اجتماعا، قبل نهاية هذا الشهر، مع المتخصصين في هذا الموضوع من جميع أنحاء الولايات المتحدة.

وعلقت صحيفة «نيويورك تايمز»: «لكن، يقول كبار مسؤولي مكافحة الإرهاب السابقين بأن إدارة الرئيس أوباما كأنها تصعد إلى قمة جبل في محاولتها كسب ثقة المسلمين الأميركيين».