شتات الحركات الجهادية في العالم يتسابق على بيعة البغدادي

في حين يواجه تنظيم الدولة الإسلامية حملة عسكرية من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، تتوطد علاقات التنظيم الإرهابي بغيره من التنظيمات الجهادية المحلية والمنتشرة في العالم الإسلامي شرقا وغربا، بسرعة عجيبة بعد أن "زال حرج تلك التنظيمات" من تنصلها من البيعة الأولى لتنظيم القاعدة الذي لم يعد يسمع عنه خبر يذكر.

وتعتبر حركة "طالبان" الباكستانية أحدث الحركات الجهادية التي بايعت تنظيم الدول الإسلامية في خطوة بدت وكأنها محاولة لمنافسة جماعة "تحريك الخلافة" الباكستانية التي سبقتها في مبايعة التنظيم.

وأعلنت "طالبان" الباكستانية ولاءها لتنظيم الدولة الاسلامية السبت، وأمرت المجاهدين في أنحاء المنطقة بمساعدة التنظيم في حملته لإقامة خلافة إسلامية.

وبدأت خارطة البيعة لتنظيم الدولة الاسلامية تتسع لا سيما بعد إعلان البيعة له من تنظيم "أنصار الإسلام" الكردية في شمال العراق.

وشكلت تلك المبايعة مفاجأة بعد أن شهدت الفترات السابقة صراعات مسلحة عنيفة بين الفصيلين حول النفوذ والموارد الاقتصادية.

وبين العراق وسوريا حيث يسيطر تنظيم "الدولة الاسلامية" على مناطق شاسعة، توجد جماعة "خراسان" سوريا وهي جماعة انشقت بدورها عن تنظيم القاعدة، وبايعت أبو بكر البغدادي.

وكذالك فعلت جماعة "أنصار بيت المقدس"، في سيناء بمصر وانضمت الحركة المتطرفة "لأبو سياف" في جنوبي الفليبين و"مجاهدي شرق أندونيسيا" إلى مبايعة أبو بكر البغدادي بهدف إنشاء دولة إسلامية مزعومة في المنطقة.

وفي جنوب الساحل والصحراء لم يكن انضمام زعيم جماعة "بوكو حرام" الذي يسيطر على مدن في شمالي شرق نيجيريا، إلى تنظيم الدولة الاسلامية مفاجئا.وفي السودان بايعت جماعة "الاعتصام بالكتاب والسنة السلفية" المنشقة عن جماعة الإخوان المسلمين التنظيم القوي الذي يقف اليوم بمواجهة تحالف دولي لمحاربة الإرهاب في سوريا والعراق.

ولم تكن المنظمات الجهادية الفاعلة في منطقة شمال افريقيا بعيدة عن حملة المبايعات لتنظيم الدولة الاسلامية الذي يكاد يجعل تنظيم القاعدة وزعيمه أيمن الظواهري من الماضي.

وفي ليبيا بايع تنظيم "أنصار الشريعة" التنظيم الإرهابي، كما أعلن تنظيم "أبي محجن الطائفي" التابع لتنظيم القاعدة في ليبيا مناصرته للدولة الاسلامية وإرساله مقاتلين لدعم التنظيم في سوريا والعراق.

كما أعلنت جماعة "أنصار الشريعة" في تونس مبايعتها لزعيم تنظيم الدولة الاسلامية، وكذلك فعلت كتيبة "عقبة بن نافع" التونسية الجهادية التي تطاردها السلطات التونسية في مناطق جبلية على الحدود مع الجزائر.

وفي أعقاب انشقاقها عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، أعلنت جماعة "جند الخلافة" في الجزائر مبايعتها صراحة لتنظيم الدولة الإسلامية وزعيمه البغدادي.

ويسلط انشقاق قادة جزائريين أساسيين من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الضوء على تزايد المنافسة بين قيادة تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية على زعامة حركة الجهاد الإسلامي العابرة لحدود الدول ما يرجح ان تكون نشاطات هذه الحركات الإرهابية أكثر قوة وأشد فتكا من حيث عملياتها النوعية بسبب التنافس على الأحقية بلقب "التنظيم الأكثر كفاءة قتالية"، وربما لإثبات من هو التنظيم الذي ينصره الله في "جهاده" اكثر من الآخر.

ويرجح خبراء في شؤون الإرهاب بالمنطقة أن يعلن عدد من قادة الجماعات الجهادية في شمال إفريقيا الالتحاق بالدولة الاسلامية ومبايعة البغدادي.

ويقول هؤلاء إنه في حال حصلت مثل هذه المبايعات فإن القارة الأفريقية بشمالها وصحرائها و"قرنها"، قد تكون الساحة الساخنة لنشاط تنظيم "الدولة الإسلامية" في المستقبل القريب.