الصومالي المتوفى بكورونا في صنعاء هو ضحية التستر

الوفيات في صنعاء الناجمة عن انتشار فيروس كورونا 13 من جملة إصابات مؤكدة 130.

رقم الوفيات (وأعمارهم) يفيد بمؤشرين خطرين للغاية:

الأول، أن نسبة الوفيات إلى جملة الإصابات المرصودة تبلغ 10%. وهذه نسبة عالية جدا إذا ما استحضرنا مثيلاتها في الدول الأخرى (في حدود 3%). هذا يفيد بضعف المناعة بين اليمنيين قياسا إلى مجتمعات أخرى، وهذا مرده أسباب اقتصادية وغذائية سبق لمنظمات دولية أن حذرت من خطورة مفاعيلها في حال تفشي الوباء في اليمن. ومن زاوية أخرى يمكن رد هذه النسبة العالية إلى تراخي الجهات المختصة في تتبع المخالطين وشمول حصر الإصابات. وبالمحصلة يمكن، اتكاء على عدد الوفيات، تقدير عدد الحالات غير المرصودة بال200 حالة.

الثاني، أن بين الوفيات طفلين دون ال8. ما يفيد بأن الفيروس يضرب كل الفئات العمرية، وأن الأطفال في اليمن عرضة للموت جراء هذا الفيروس الفتاك.

***
ليس هذا مقام المماحكات والمناكفات.

ولا هو مجال لتصفية الحسابات والتشفي بفشل هذا الطرف أو ذاك.

وليس القصد من نشر هذه البيانات والمؤشرات إثارة الهلع أو إشاعة الإحباط.

الفيروس يضرب صنعاء منذ شهر على الأقل. والصومالي المتوفى، رحمه الله، هو ضحية مرتين: ضحية التستر على انتشار الفيروس أولاً؛ وضحية استخدامه في استعراض أمام الكاميرا ثانياً. لكنه، حتماً، لن يكون الستارة السميكة يتخفى وراءها المتقاعسون في العاصمة وغيرها من المحافظات اليمنية.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك