صحيفة أمريكية: كم كان العالم أعمى عن فظائع الحوثيين في اليمن!!

صحيفة "بريتبارت" الأمريكية

حملت عناوين الصحف الدولية ليلة رأس السنة أخباراً سيئة غير مسبوقة للمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، والذين نادراً ما تناقش وسائل الإعلام الغربية أنشطتهم بشكل مطول. وقد جمع تقرير في صحيفة واشنطن بوست روايات عن قيام الحوثيين بترويع المدنيين وتعذيب السجناء، في حين اشتكت الأمم المتحدة من المساعدات الغذائية التي سُرقت من الجياع في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

لم تحظ الفظائع الحوثية باهتمام واسع النطاق في الفترات السابقة بسبب حملة التشويه الموجهة التي استهدفت التحالف العربي العسكري العربي بقيادة السعودية. وفي الوقت ذاته، تجاهلت الدعاية الدور الفظيع من قبل جماعة الحوثي، التي انقلبت بشكل غير قانوني على الحكومة المعترف بها دولياً، واحتلت بشكل غير قانوني معظم محافظات اليمن وعاصمتها صنعاء منذ 2014.

وصدمت واشنطن بوست الحوثيين ليلة رأس السنة بتقرير حول سجن وتعذيب المدنيين في السجون الحوثية، دون إيلاء أي اهتمام بانتهاكات حقوق الإنسان من قبل عناصر المجموعة. بينما أكدت الأمم المتحدة أن الحوثيين يسرقون المساعدات الغذائية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

لكن الانتهاكات التي يرتكبها المتمردون المعروفون باسم الحوثيين، لا يمكن لأحد أن يتجاهلها، حيث انتشر التعذيب والاحتجاز والاختفاء القسري على نطاق واسع، وقد أكدت وثائق قانونية، ومقابلات مع ضحايا، ونشطاء حقوق إنسان، أن جماعة الحوثي مارست بالفعل عمليات تعذيب واعتقال واحتجاز قسري على نطاق واسع. هذه الانتهاكات أنشأت جواً متنامياً من الخوف والترهيب في العاصمة، وفي المناطق الخاضعة للسيطرة الحوثية.

واستهدف الحوثيون النشطاء والصحفيين والمحامين والأقليات الدينية وحتى أصحاب المشاريع التجارية. وقد أفاد الشهود في مقابلات أن عناصر المجموعة لاحقوا كل من يشتكي من ممارسات المتمردين حتى لو بالكلمة. شملت الممارسات كذلك اقتحام المنازل وضرب قاطنيها، ومحاكمتهم بشكل صوري، وفقاً لما أكده نشطاء حقوق الإنسان.

كما أن العديد من المدنيين الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون مرعوبون للغاية من قوة الاحتلال الحوثي لدرجة أنهم يرفضون التحدث إلى وسائل الإعلام، معتقدين أنهم يخضعون للمراقبة المستمرة من عناصر التمرد. مخاوفهم معقولة، لأن سكان المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون وعمال الإغاثة الأجانب يقولون إن التمرد السلطوي المتعطش يمتلك جواسيس في كل مكان.

أما القلة الذين استعدوا للحديث عن تصرفات الحوثيين، فتحدثوا عن عمليات سجن تعسفي لسنوات عدة، وضرب، وصعقات كهربائية، وتعذيب نفسي مثل عمليات إعدام وهمية، وتهديدات ضد الزوجات والأطفال. كما شملت عمليات التعذيب تعريض السجناء لنار مفتوحة، وثعابين في الزنازين، والضرب بسلاسل معدنية، وكذلك الاعتداء بالسكاكين، وجرهم إلى غرفة يطلق عليها السجناء باسم "الورشة"، حيث يتم تقطيعك وتعذيبك.

وفي أوائل شهر أكتوبر من العام 2018، عندما خرجت مجموعة من النساء الشابات في مسيرة في شوارع صنعاء للاحتجاج على ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتجميد رواتب الحكومة، خرج الحوثيون وراءهن بـ"الخناجر والهراوات والعصي".

وعلى الرغم من تقديم أنفسهم كجماعة جهادية تقية، لكن الحقيقة التي ظل الإعلام الدولي يتجاهلها بشكل كبير، هو أن الحوثيين أصبحوا أكثر فساداً من الدولة البيروقراطية اليمنية التي أطاحوا بها، وأكثر دموية، ونهبوا الخزينة العامة ونهبوا الضرائب لإثراء أنفسهم بينما يغرق الناس تحت سيطرتهم بشكل أعمق في مستنقع الفقر والمجاعة.

وقالت التقارير الدولية، إن الحوثيين أصبحوا أكثر وحشية وبجنون العظمة بعد أن اغتالوا الرئيس علي عبد الله صالح في ديسمبر من العام 2017.

وقد ازدادت الإثارة عندما أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، يوم الاثنين المنصرم، أن المساعدات الغذائية الإنسانية يجري سرقتها في المناطق الخاضعة للسيطرة الحوثية، ويعاد بيعها في السوق المفتوحة. وبالفعل، لجأ عناصر الحوثيين إلى عمليات تزوير لشرعنة سرقتهم للمساعدات الإنسانية المقدمة للسكان المدنيين، بتشجيع من القيادة الحوثية التي استفادت مالياً من العملية برمتها.

لقد سرق الحوثيون الطعام من أفواه الجياع، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من مجاعة مزرية فتكت بالكثير من السكان. وقد شددت على هذا الأمر وكالة أسوشييتد برس، التي قالت إن "الميليشيات سرقت الكثير من المساعدات التي حولتها الدول المانحة".