إعلام غربي: مليشيا الحوثي استغلت الحلول السياسية لتعزيز قدرتها العسكرية وتحرير الحديدة سيجبرها على السلام

في أعقاب فشل جهود محادثات السلام في اليمن، بسبب تهرب جماعة الحوثي، لم يبق أمام المجتمع الدولي سوى خيار انتزاع ميناء ومدينة الحديدة عسكرياً، بهدف إجبار المليشيا المتمردة على الرضوخ للعملية السلمية، هذا ما كشفت عنه صحف ووسائل إعلام وخبراء غربيون.

وبحسب الخبيرة والباحثة الأمريكية، جولي لينارز، في مقالتها في مجلة "ريأكشن لايف" البريطانية، فانه بعد أن أوقفت القوات اليمنية المشتركة والتحالف القتال لإتاحة المجال أمام الحل السياسي بقيادة الأمم المتحدة، استغل الحوثيون فترة الهدوء لتعزيز نشاطاتهم العسكرية، بما في ذلك زرع الألغام الأرضية في جميع أماكن المدينة، وكذلك نقل الأسلحة الإيرانية الثقيلة إلى المناطق المجاورة.

وقالت صحيفة الغارديان البريطانية، إن الحوثيين زرعوا مئات الآلاف من الألغام على طول الساحل الغربي لليمن، للحد من تقدم القوات اليمنية.

وأضافت أن قناصة الحوثيين اعتلوا المباني السكنية والمستشفيات في الحديدة.

وقد سلطت "هيومن رايتس ووتش" الضوء على خطورة ألغام الحوثيين، وقالت إنها مسؤولة عن مقتل مئات المدنيين، وهذا ما ستعاني منه البلاد لسنوات طويلة قادمة.

واستغلت جماعة الحوثي سيطرتها على ميناء الحديدة من أجل الاستحواذ على المساعدات الموجهة إلى السكان المدنيين، وكذلك من أجل مواصلة التدفق غير القانوني للأسلحة الإيرانية إلى المقاتلين الحوثيين.

ويستولي عناصر الحوثي على شحنات المساعدات الإنسانية بشكل دوري، ويفرضون ضرائب ابتزازية على الموارد المخصصة للمدنيين في جميع أنحاء المنطقة. ووفقاً للباحثة الأمريكية جولي لينارز، فإن إنهاء السيطرة الحوثية على الحديدة أولوية قصوى من أجل التخفيف من معاناة الشعب اليمني، وتوفير زخم جديد لإيجاد حل طويل الأمد للصراع.

وقد تطرقت مجلة "ذي تاور" الأمريكية إلى هذا الشأن، وقالت إن المعلومات الواردة من اليمن تفيد بأن المتمردين الحوثيين يعرقلون وصول المساعدات إلى السكان المدنيين، ويهددون المتطوعين والنشطاء، ويوقفون نقل الجرحى والمصابين إلى المستشفيات، في "انتهاك سافر للقانون الإنساني الأساسي".

وقالت صحيفة "ديفنس" الباكستانية إن مليشيات الحوثي نهبت حوالي 2 مليار دولار من الشعب اليمني، على شكل رسوم جمركية وضرائب على المساعدات الإنسانية. وأضافت أن الحوثيين استغلوا الوضع الإنساني المزري لصالحهم، من أجل مضاعفة دخلهم من خلال نهب 5 مليارات دولار من البنك المركزي، ورفض دفع رواتب الموظفين في مؤسسات البلاد.

أما مجلة "ذا هيل" الأمريكية، فسلطت الضوء على ممارسات الحوثيين "المدمرة" في اليمن، وقالت إنها لم تفعل ذلك لولا "الدعم الإيراني المتواصل". ودعا الكاتب الأمريكي مايكل بريغنت المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات صارمة على جماعة الحوثي، باعتبارها أحد أذرع إيران الطويلة في الشرق الأوسط، وقال إن إزالة السيطرة الحوثية من مدينة الحديدة أصبحت أولوية قصوى في ظل فشل محادثات السلام.

من جانبها، قالت هيئة الإذاعة الهندية العامة العريقة، المعروفة باسم (Ākāsha Vāṇī)، إن مليشيا الحوثي شرعت باستهداف السكان المدنيين في مدينة الحديدة، ممن يعارضون وجودها في مناطقهم. وأكدت أن الحوثيين استخدموا صواريخ بالستية - إيرانية الصنع - من أجل قصف سكان الحديدة.

وأضافت الإذاعة الهندية نقلا عن شهود أن القصف الحوثي استهدف قرية المنظر بالتحديد في وقت سابق، الذي جاء كرد مباشر على أهالي القرية الذين أعلنوا رفضهم وجود المليشيات على أراضيهم، وهو ما يعد انتهاكا جسيما للقانون الدولي الإنساني.

ورأت الإذاعة أن أجندة الحوثي الداعمة لسياسات طهران التوسعية هي من أيقظت تحالفا مكونا من السعودية و8 دول أخرى لإطلاق حملة عسكرية لاستعادة الحكومة اليمنية وطرد مليشيا الحوثي المحتلة.

كما رأت صحيفة "ذي نيو يوروبيان" البريطانية أن الحرب في اليمن لا يمكن أن تنتهي قبل إنهاء وجود النظام الإيراني، الذي يدير ويحرك جماعة الحوثي بالطريقة التي تناسب أجندته، حتى على حساب الأرواح اليمنية، ودليل ذلك هو "تهرب الحوثيين - بتعليمات إيرانية - من محادثات السلام مؤخرا، برغم التزام الأطراف الممثلة للتحالف العربي".

واعتبرت الصحيفة ان "الحوثيين ليسوا إلا استنساخا من وكلاء إيرانيين كثر، انتشروا في لبنان والعراق واليمن وغيرها من بلدان الشرق الأوسط".

في السياق، نقلت مجلة "فيلادلفيا ترامبيت" الأمريكية عن محللين دوليين أن جماعة الحوثي ليس لديها قدرات تقنية فعلية لبناء مصانع ألغام خاصة، لذا فهي تجلب ألغامها من طهران عبر ميناء الحديدة، إلى جانب صواريخ باليستية وأسلحة نوعية أخرى.

وقد أبدى المحلل الاستراتيجي دانييل دي سانتو استغرابه من "دعاية الحوثيين القائمة على وحدة أراضي اليمن، في الوقت الذي تنفذ فيه الجماعة المتمردة تعليمات النظام الإيراني داخل الأراضي اليمنية".

واشار دي سانتو انه "لا يمكن أن يكون الهدف الحوثي النهائي وطنيا يمنيا، لأن قيادة المليشيا تدرك تماما أن إيران لا تقدم التمويل والتدريب والتسليح بالمجان، بل تعرف أن هذه الحلقة جزء من استراتيجية أوسع تمنح إيران نفوذا هائلا على أراضي اليمن، تماما كما يفعل وكلاء طهران الآخرون في المنطقة".

وتبحث إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصنيف جماعة الحوثيين كمنظمة إرهابية للتضييق على جميع الجماعات المرتبطة بإيران في المنطقة، وفقا لمصادر صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

ويقول أشخاص وصفتهم الصحيفة بأنهم مطلعون على تلك المناقشات في إدارة ترامب إن المسؤولين المعنيين يبحثون أيضا إجراءات أخرى لـ"معاقبة" الحوثيين، في حال عدم إدراج وزارة الخارجية الأمريكية الجماعة في قائمة المنظمات الإرهابية.