ملف نزع سلاح حزب الله يفجر أزمة بين الجيش اللبناني وأمريكا

يواجه الجيش اللبناني ضغوطاً أمريكية وإسرائيلية متصاعدة مرتبطة بملف نزع سلاح حزب الله، أدت إلى إلغاء زيارة قائد الجيش رودولف هيكل إلى واشنطن قبل ساعات من موعد سفره، وفق ما أكده مصدر عسكري لـ"فرانس برس".

ومنذ وقف إطلاق النار في 25 نوفمبر، كثّف الجيش انتشاره في جنوب لبنان بأكثر من 9 آلاف جندي، وشرع وفق خطة حكومية في تفكيك بنى حزب الله العسكرية جنوب نهر الليطاني، على أن تُنجز المرحلة الأولى لنزع السلاح من المنطقة الحدودية بنهاية العام.

وقال المصدر إن "الجيش ملتزم بالخطة المقرّة حكومياً"، لكنه شدد على استحالة تنفيذ مطالب أمريكية وإسرائيلية بنزع سلاح حزب الله في كامل الأراضي اللبنانية خلال فترة قصيرة، محذراً من أن هذا الضغط قد يفتح الباب أمام تصعيد عسكري.

وتتهم إسرائيل بيروت بـ"المماطلة" في تجريد الحزب من سلاحه، فيما يجد الجيش نفسه عاجزاً عن تنفيذ بعض المطالب، وبينها تفتيش المنازل، بسبب ضعف الإمكانات وخشية الاحتكاك بالمجتمعات المحلية.

وتفجرت الأزمة هذا الأسبوع بعد اعتراض أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي، بينهم ليندسي غراهام، على بيان للجيش وصف إسرائيل بـ"العدو" إثر إطلاق قوات إسرائيلية النار على عناصر من "يونيفيل"، ما دفع واشنطن إلى إلغاء لقاءات كانت مقررة لقائد الجيش، قبل أن يلغي زيارته بالكامل.

وبموازاة الضغوط السياسية، تتهم إسرائيل حزب الله بإعادة بناء قدراته رغم الضربات المستمرة، مؤكدة أن الحزب ما يزال يحتفظ بـ20 إلى 30% من ترسانته النارية.

ويقول مسؤول عسكري إسرائيلي إن الوصول إلى "صفر سلاح" يتطلب "تفتيش كل منزل في لبنان"، وهو ما تتوقعه من الجيش اللبناني.