كارثة بيئية وصحية في إب.. مزارعون يروون الخضراوات بمياه الصرف الصحي وسط غياب الرقابة

حذر مواطنون وناشطون في محافظة إب، من كارثة صحية وبيئية تهدد السكان في مناطق خط ميتم وشارع الجوازات، ومدينة جبلة والمشنة جراء استخدام مياه الصرف الصحي في ري الخضراوات، ما تسبب – بحسب إفادات طبية وشعبية – في ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الكلى والأورام السرطانية.

وأكدت مصادر محلية أن عدداً من المزارعين في هذه المناطق يقومون بري محاصيل البطاط والخضراوات بمياه المجاري، في ظل غياب أي رقابة حكومية أو متابعة صحية، محذرين من استمرار "العبث بأرواح الناس" واعتبار ذلك "تجارة موت معلنة"، وسط صمت مخيف من الجهات المعنية.

وأشار ناشطون إلى أن محافظة إب تسجل أعلى نسب الإصابة بمرض السرطان، لدرجة أن "لا تكاد تخلو أسرة من فقد أحد أفرادها بسبب هذا المرض"، مرجعين ذلك إلى الاستخدام العشوائي للمبيدات المسرطنة، ومياه الصرف غير المعالجة في الزراعة، مما يجعل من الأسواق والمزارع مصدراً خفياً لنقل المرض.

وفي المقابل، أوضح أهال وناشطون في مدينة جبلة أن المسؤولية لا تقع فقط على المزارعين الذين لا يجدون بديلاً لمصادر المياه، بل على الجهات الرسمية التي فشلت في استكمال مشروع محطة معالجة مياه الصرف الصحي التي جرى تصميمها قبل سنوات، لمدينة جبلة، وكان من المفترض أن تقام في أراضٍ مخصصة أسفل وادي جبلة.

ويؤكد خبراء أن الحل الجذري يكمن في إنشاء وحدة معالجة مركزية تربط كافة شبكات الصرف الصحي من القرى والمراكز الصحية والمستشفيات بمدينة جبلة بما فيها منطقة المراعدة والدحثاث، لتصريفها بطريقة صحية وآمنة، ما سيمكن من إعادة استخدام المياه في الزراعة بعد المعالجة، كما هو معمول به في مختلف دول العالم.

وتبرز دعوات بضرورة تحمّل الجهات الرسمية، خاصة مؤسسة المياه، مسؤوليتها القانونية والأخلاقية، واتخاذ خطوات صارمة بحق من يثبت تورطه في استخدام مياه الصرف لري المحاصيل، بالإضافة إلى تسريع العمل على إنشاء وحدة المعالجة المؤجلة، لضمان سلامة الغذاء وصحة السكان.