الخارجية الجزائرية: المجاعة في غزة خيار سياسي ونتاج تخطيط وتدبير إسرائيلي
أكدت الجزائر أن حالة المجاعة التي تم الإعلان عنها في غزة ليست غريبة البتة عن مشروع التهجير، ولا عن مشروع إعادة احتلال غزة، ولا عما صار يعرف بمشروع "إسرائيل الكبرى".
وأفادت الخارجية الجزائرية في بيان يوم السبت تلقت RT نسخة منه: "في سابقة بالغة الخطورة تعد الأولى من نوعها في تاريخ القضية الفلسطينية وفي تاريخ منطقة الشرق الأوسط بأسره، قامت منظمة الأمم المتحدة يوم أمس وبصفة رسمية بإعلان حالة المجاعة في قطاع غزة".
وأضافت: "إن أشد ما يبعث على الاستنكار والاستهجان، أن حالة المجاعة مكتملة الأركان هذه ليست وليدة ظروف قاهرة بقدر ما هي أصلا خيار سياسي ونتاج تخطيط وتدبير من الاحتلال الإسرائيلي".
وأدانت الوزارة بشدة هذه السياسات والممارسات المفروضة على الشعب الفلسطيني في سياق حرب الإبادة الدائرة رحاها في غزة.
ودعت المجتمع الدولي وبالخصوص مجلس الأمن الأممي إلى تحمل مسؤولياته في العمل الجماعي المطلوب لإبطال مشروع "إسرائيل الكبرى" والحفاظ على مقومات حل الدولتين كركيزة لأي تسوية عادلة ودائمة ونهائية للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني.
كما أكدت بصفتها عضوا في مجلس الأمن، التزامها بمواصلة جهودها الدبلوماسية الرامية لدعم الشعب الفلسطيني والدفع نحو إنهاء هذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة، والعمل من أجل التعجيل بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في تقرير يوم الجمعة، أن المجاعة تتفشى في قطاع غزة، مؤكدة أنها المرة الأولى التي يتم فيها رصد الحالة في الشرق الأوسط.
وتوقع التقرير أنه بين منتصف أغسطس ونهاية سبتمبر 2025، سيعاني ما يقارب ثلث سكان غزة أي نحو 641 ألف شخص، من ظروف كارثية (المرحلة الخامسة)، فيما سيرتفع عدد من يواجهون المرحلة الرابعة إلى نحو 1.14 مليون شخص.
وفي هذا الصدد، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "إن المجاعة في غزة كارثة من صنع الإنسان"، مشددا على الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار وضمان وصول المساعدات لغزة.
وفي السياق، صرح ممثل وكالة "الأونروا" عدنان أبو حسنة، بأن تقرير الأمم المتحدة حول المجاعة في غزة ينبغي أن يشكل نقطة تحول في الصراع، وأن يغير مصير سكان القطاع.
وأفاد أبو حسنة بأن "التقرير سيحدث تحولا في نظرة العالم لما يحدث في قطاع غزة، وسيجبر إسرائيل على فتح نقاط التفتيش لمنع تفاقم المجاعة المُعلنة في القطاع اليوم".
وأكد أن الوضع في القطاع خطير للغاية، وأن أساليب إيصال المساعدات خاطئة تماما، مضيفا أنه من الضروري ضمان دخول 600 شاحنة يوميا وإيصال الغذاء والمعدات والأدوية والمكملات الغذائية والمياه والوقود.
ووفقا لإدارة غزة، بعد استئناف جزئي لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في الفترة من 27 يوليو إلى 20 أغسطس، سمحت إسرائيل لـ 2187 شاحنة بدخول القطاع ولا يُغطي ذلك أكثر من 15% من احتياجات السكان من المساعدات.
وتمنع إسرائيل مئات المنتجات الغذائية من دخول قطاع غزة، بما في ذلك الأغذية الأساسية مثل اللحوم الحمراء والأسماك والبيض والفواكه والخضروات وبعض منتجات الألبان والمواد المضافة إلى الأغذية.
كما حذر بيان أممي مشترك صادر عن منظمات "الفاو" و"اليونيسف" وبرنامج الأغذية والصحة العالمية من أن نصف مليون شخص في قطاع غزة عالقون في مجاعة.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا شرسة على غزة مخلفة دمارا وظروفا إنسانية لا توصف، حيث أكدت الأمم المتحدة رسميا حدوث مجاعة في القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، يوم السبت، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 62622 قتيلا و157673 مصابا منذ السابع من أكتوبر للعام 2023.
وقالت الوزارة إن حصيلة القتلى والمصابين بلغت منذ 18 مارس حتى اليوم 10778 قتيلا و45632 مصابا.
ولفتت الوزارة إلى أن عدد ضحايا المساعدات الإنسانية ممن وصلوا المستشفيات وصل إلى 2076 قتيلا وأكثر من 15308 مصابين.