قوة أمنية تداهم منزل صحفي في مأرب وتخفيه قسراً ومعلومات تفيد بتعرضه للتعذيب

أدان مرصد الحريات الإعلامية في اليمن (مرصدك) بشدة قيام قوة أمنية بمداهمة منزل الصحفي حمود هزاع في محافظة مأرب، واقتياده إلى جهة مجهولة بعد كسر باب منزله ومصادرة أجهزته وهواتفه، في حادثة وُصفت بأنها انتهاك صارخ للحريات الصحفية والحقوق الدستورية.

ووفقاً لشهادات ميدانية، فقد تمت عملية الاعتقال التعسفي صباح السبت 16 أغسطس/ آب 2025، دون أوامر قضائية أو مبررات قانونية، فيما نفت قوات المنطقة الأمنية الرابعة صلتها بالحادثة، على الرغم من أن الصحفي هزاع كان قد نشر في وقت سابق على صفحته في "فيسبوك" تحذيراً من محاولة اقتحام منزله من قبل قوة تابعة لهذه المنطقة الأمنية.

وأكد مصدر مطلع أن أحد قادة المنطقة الأمنية الرابعة أقر بوجود أمر اعتقال صادر من جهة أمنية أخرى، لم يُفصح عن هويتها أو مكان احتجاز الصحفي حتى الآن، الأمر الذي اعتبره المرصد إخفاءً قسرياً يهدد حياته وسلامته.

 

تهديدات سابقة

وكان هزاع قد أبلغ "مرصدك" في مايو الماضي بتعرضه لتهديدات ورصد من جهات مجهولة، ما يجعل عملية اعتقاله حلقة جديدة في مسلسل الاستهداف الممنهج ضد الصحفيين في اليمن.

في السياق، اعتبر رئيس منظمة سياج لحماية الطفولة، أحمد القرشي، أن "مداهمة منزل الصحفي وترويع أسرته واعتقاله دون أمر من النيابة عمل مدان وغير قانوني"، متسائلاً عن سبب تجاهل الإجراءات القضائية المتعارف عليها.

من جانبه، كشف الكاتب الحقوقي مانع سليمان عن معلومات تفيد بتعرض هزاع لـ"تعذيب وحشي" في مقر الأمن السياسي بمأرب، وهو ما أثار موجة استنكار واسعة في الأوساط الحقوقية والإعلامية.

ووصف ناشطون وصحفيون الحادثة بأنها "عمل إرهابي شنيع"، محمّلين السلطات الأمنية في مأرب – التي تخضع لجماعة الإخوان المسلمين – مسؤولية ما أسموها "فضيحة جديدة بحق حرية الصحافة".

وطالب المرصد ونشطاء حقوقيون نقابة الصحفيين اليمنيين، واتحاد الصحفيين العرب، والاتحاد الدولي للصحفيين، بالتحرك العاجل والضغط على سلطات مأرب للإفراج عن هزاع فوراً، وضمان سلامته، وتقديم اعتذار رسمي عن الانتهاكات التي طالت أسرته.

وأكد المرصد أن استمرار مثل هذه الممارسات يضع اليمن في واجهة الدول الأكثر انتهاكاً لحرية التعبير، داعياً المجتمع الدولي إلى ممارسة مزيد من الضغط لوقف ما وصفها بـ"سياسة تكميم الأفواه عبر الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري".