حرائق اللاذقية تغلق معبر كسب الحدودي مؤقتاً بين سوريا وتركيا

أعلنت السلطات السورية، يوم السبت، إغلاق معبر كسب الحدودي مع تركيا بشكل مؤقت، نتيجة امتداد الحرائق المشتعلة في جبال الساحل الشمالي واقتراب ألسنة اللهب من المنطقة الحدودية.

وقال مازن علوش، مدير العلاقات العامة في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية، عبر حسابه على منصة "إكس"، إن معبر كسب تم إغلاقه من الجانب التركي مؤقتاً بسبب الحرائق الواسعة التي تشهدها غابات الساحل السوري، محذراً المسافرين من سلوك الطريق حتى إشعار آخر.

وتواجه فرق الإطفاء والدفاع المدني السوري تحديات معقدة في عمليات السيطرة على النيران، التي تلتهم منذ أيام مساحات شاسعة من غابات ريف اللاذقية الشمالي، لا سيما في برج زاهية، وغابات الفرنلق، ونبع المر قرب مدينة كسب، وهي محاور تصفها الجهات الرسمية بأنها "الأصعب ميدانياً" بفعل التضاريس الوعرة وانتشار الألغام ومخلفات الحرب.

وأكدت مديرية الدفاع المدني السوري أن فرق الإطفاء تعاني من صعوبات ميدانية كبيرة، أبرزها شدة الرياح التي تسببت في تجدد اشتعال الحرائق وتوسع رقعتها، حيث يتجاوز الشرر أحياناً الخطوط العازلة التي تم إنشاؤها لمنع امتداد النار.

وذكرت المديرية في بيان رسمي أن محور نبع المر يعد من أكثر الجبهات تعقيداً، إذ يواجه رجال الإطفاء هناك صعوبة في احتواء النيران بسبب انحدار الأرض وكثافة الغطاء النباتي، إضافة إلى المخاطر الأمنية الناجمة عن الألغام.

وتتوزع فرق الإطفاء على عشرات النقاط الميدانية الممتدة من منطقة قسطل معاف وحتى مدينة كسب، بمشاركة فرق سورية وتركية وأردنية، إلى جانب دعم من مؤسسات حكومية ومتطوعين، حيث تتركز الجهود على إبطاء تمدد النار عبر فتح خطوط نار عازلة باستخدام المعدات الثقيلة، وتنفيذ عمليات تبريد في المناطق التي تم احتواء النيران فيها.

ويشارك في عمليات الإخماد أكثر من 150 فريقاً ميدانياً مدعومين بـ 300 لِية إطفاء، ومعدات لوجستية وهندسية متخصصة، في محاولة لتقسيم المناطق المتضررة إلى قطاعات يسهل الوصول إليها وتحقيق سيطرة جزئية على الحريق المتفاقم.

وتشهد غابات اللاذقية، منذ أيام، سلسلة من الحرائق المتنقلة، ما يشكل تهديداً بيئياً وميدانياً متزايداً، في ظل استمرار الرياح الجافة وتعقيد الطبيعة الجغرافية، وسط دعوات لتكثيف الدعم الإقليمي والدولي لمواجهة الكارثة.