بمباركة حكومية.. الدولار الجمركي يفاقم معاناة ملايين اليمنيين

في الوقت الذي تنفي الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً استهداف التحريك الاخير للدولار الجمركي أسعار المواد الغذائية في البلاد، يشكو الجياع وآلاف المواطنين ممن دفع بهم الانهيار الاقتصادي إلى التسول، كيف فاقم تحريك الدولار معاناتهم، مؤكدين أن التصريحات الإعلامية الحكومية باتت مجرّد مسكنات سرعان ما ينتهي مفعولها.

ففي مدينة عدن، التي تعد النموذج الأبرز مقارنة ببقية المحافظات من ناحية الاهتمام الحكومي بالخدمات، تتجلى المعاناة في أنصع صورها، حيث أكد عشرات المواطنين أن أسعار المواد الغذائية شهدت ارتفاعا ملموسا، بنسبة تراوحت بين (15-20) في المئة، حيث قفز سعر الكيلو السكر إلى 1100 ريال بدلا عن 900 ريال، كذلك هي نسبة الزيادة في الدقيق والأرز وزيت الطبخ وغيرها من المواد الغذائية الأساسية.

وأضافوا لوكالة خبر، إن ارتفاع الأسعار تزامن مع إعلان الحكومة المعترف بها تحريك الدولار الجمركي، وبات التجار يتحكمون بالتسعيرة بعكس مزاعم الحكومة في مراقبة الأسعار، معتبرين هذه الزيادة نتاج مباركة حكومية، خصوصا ورقابة وزارة الصناعة والتجارة ومكاتب التموين في المحافظات لا نتائج ملموسة لها إلا في وسائل الإعلام.

ولفتوا إلى أن سعر أسطوانة مادة الغاز المنزلي عبوة 20 لترا ارتفعت إلى 13 ألف ريال، بزيادة بلغت 3 آلاف ريال، هذا بالنسبة للمحطات التجارية، والى 9000 ريال بدلا عن 6000 بالنسبة لمندوبي التوزيع في الأحياء السكنية، مشيرين إلى أن الحصص الأخيرة لا تغطي جميع السكان في الأحياء نتيجة تلاعب المندوبين بالكميات وبيع حصص من بينها في السوق السوداء.

الفساد المتغول في المنظومة الحكومية ظهرت آثاره البليغة بين أوساط الملايين من السكان، في ظل استمرار انهيار العملة والاقتصاد المحلي، وبات التسول هو الطريق الأسرع لمئات الأسر في كل مديرية، سعيا منها في تغطية الفجوة الاقتصادية التي لم تعد قادرة على مجابهتها الحكومة المتهورة بالفساد وقوى النفوذ.

حيث أكدت مصادر متعددة أن عشرات الأسر تقف يوميا أمام أبواب شركات ومنشآت الصرافة ومداخل الأسواق الشعبية، ومحطات نقل المسافرين وفي فرز النقل الداخلي، علاوة على أخرى تجوب الأحياء وتطرق أبواب الساكنين بحثا عن كسرة خبز تسد رمق جوعهم.

وفي ظل استمرار الحكومة المعترف بها وخلفها المنظمات الدولية بمعالجة أسوأ أزمة إنسانية في العالم يعاني منها أكثر من ثلثي سكان اليمن، بضجيج إعلامي ليس إلا، يرى مراقبون أن ذلك ما هو إلا حقن مسكنة.