بعد "خطوة صغيرة" على القمر.. قفزات تاريخية لناسا في الفضاء
تحتفل الولايات المتحدة في 20 يوليو بذكرى صعود رائد الفضاء الأميركي، نيل أرمسترونغ، إلى القمر في 20 يوليو 1969 ليكون أول إنسان تطأ قدماه سطح القمر.
ووصل أرمسترونغ وزميله رائد الفضاء، باز ألدرين، إلى القمر بوساطة الصاروخ "ساتورن 5"، الذي أطلق في 16 يوليو من ذلك العام، من مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا، ضمن بعثة أبولو 11.
وقال أرمسترونغ حينها كلمته التاريخية "مجرد خطوة صغيرة بالنسبة لإنسان، ولكنها قفزة عملاقة للبشرية".
وبالفعل توالت قفزات "ناسا" التي دفعت بالبشرية إلى الفضاء واستطاعت تخطي العديد من الحواجز التي لم يكن ممكنا تصورها من قبل.
وهذه قائمة ببعض أهم إنجازات "ناسا" منذ رحلة أرمسترونغ.
برنامج المكوك الفضائيوهو برنامج "ناسا" لإطلاق مركبات فضائية قابلة لإعادة الاستخدام. وكانت هذه المركبات تحمل رواد الفضاء إلى المدار الجوي المنخفض. وانطلقت أول رحلة للمكوك "كولومبيا" من مركز كينيدي للفضاء 12 أبريل 1981، واستمر عمل البرنامج حتى 21 يوليو 2011 .
وخلال تلك الفترة، أجرى أسطول مكوك الفضاء 135 مهمة شملت إصلاح الأقمار الصناعية وإجراء البحوث المتطورة. وكان إنجازها الأهم المساعدة في بناء محطة الفضاء الدولية.
تلسكوب "هابل".. قفزة عملاقةوهو نتاج تعاون بين "ناسا" ووكالة الفضاء الأوروبية وأطلق على اسم عالم الفلك الأميركي، إدوين هابل.
وأُطلق التلسكوب، في أبريل 1990، بهدف الحصول على فهم أفضل للمجرات البعيدة والأحداث الكونية منذ حدوث "الانفجار العظيم" قبل مليارات السنين.
والتقط التلسكوب صورا مذهلة للمجرات والأجرام السماوية التي تجاوزناها بعيدا ولا يمكن رؤيتها بواسطة التلسكوبات التي كانت قبله. وكان من بين أهم هذه الصور صورة سديم السلطعون الجنوبي.
وقال جون غرونسفلد، رائد الفضاء السابق، والعالم في "ناسا": "لقد غير تلسكوب هابل تماما نظرتنا إلى الكون، وكشف لنا الجمال والثراء الحقيقي له".
مهمة فريدة إلى المريخمهمة "مارس باثفايندر" التي وصلت كوكب المريخ، هي أول مركبة ذات عجلات تهبط على أي كوكب آخر في النظام الشمسي، وقد وضعت الأسس لتصميمات مركبات المريخ المتجولة في عالم اليوم، ومهدت الطريق للدراسة المستقبلية لـ "الكوكب الأحمر".
واستطاعت المركبة بنجاح الهبوط بالروبوت "سوجورنر" على سطح المريخ في 4 يوليو 1997، يوم عيد الاستقلال الأميركي، حيث أمضى هناك 83 يوما في استكشاف التضاريس ونقل البيانات والصور وأخذ عينات من بيئة المريخ.
"إنسايت". نظرة معمقة على المريخ
هبط المسبار "إنسايت" على سطح المريخ، في نوفمبر 2018، بعد رحلة استغرقت ستة أشهر قطع خلالها مسافة 548 مليون كيلومتر، وكانت تلك هي الرحلة الحادية والعشرين لاستكشاف الكوكب الأحمر.
وكان الهدف من مهمة "إنسايت" هو دراسة أعماق الكوكب بهدف معرفة نشأته وأصل الأرض وغيرها من الكواكب الصخرية في المجموعة الشمسية.
وحمل المسبار معدات لرصد درجات الحرارة وهزات الزلازل في المريخ، وهي أمور لم يجر قياسها أبدا خارج كوكب الأرض.
"كيوريوسيتي".. "أكبر عربة جوالة"ويعد المسبار "كيوريوسيتي أكبر مركبة متجولة وأعلاها قدرة على الإطلاق تُرسل إلى المريخ" وقد وصل إلى الكوكب في 26 نوفمبر 2011.
وفي 2014، عثرت المهمة على الكربون في عينات من صخرة عتيقة في أول اكتشاف قاطع للمواد العضوية على سطح كوكب المريخ.
والشهر الماضي، اكتشف "كيوريوسيتي" أدلة تؤكد وجود بحيرات على الكوكب في الماضي، وعلى تدفق لغاز الميثان في الغلاف الجوي وهو مادة كيميائية موجودة على الأرض ومرتبطة بقوة بالحياة على الكوكب.
"برسفيرنس" تلتقط سيلفيوفي يوليو 2020، أطلقت "ناسا" المركبة الجوالة "برسفيرنس" بهدف البحث عن آثار حياة قديمة على المريخ.
وبعد رحلة استمرت سبعة أشهر، وصلت المركبة التي تحمل على متنها مروحية صغيرة (إنجينويتي) سطح المريخ في 18 فبراير 2021 وتحديدا فوق فوهة جيزيرو التي يعتقد العلماء أنها كانت تحتوي على بحيرة قبل 3.5 مليار سنة.
وفي أبريل، التقطت "برسفيرنس" أول صورة سيلفي لها خلال مهمتها على الكوكب الأحمر.
المسبار "جونو" الذي أحدث "ثورة" في عالم الفضاء، أطلق في أغسطس 2011 من قاعدة كيب كانافيرال للقوات الجوية في إطار برنامج "برنامج الحدود الجديدة"، ووصل إلى كوكب المشتري في 4 يوليو 2016، بعد رحلة استغرقت 5 سنوات وقطع مسافة 1.7 مليار ميل.
وتقول "ناسا" إن اكتشافات "جونو" أحدثت "ثورة في فهمنا لكوكب المشتري وغيرت وجهة نظرنا عن الغلاف الجوي للمشتري وداخله وتكوين النظام الشمسي".
وجمع المسبار أكثر من 375 غيغابايت من البيانات العلمية والتقط صورا رائعة للكوكب الغازي العملاق.
تلسكوب "شاندرا".. نظرة جديدةتلسكوب "شاندرا" وهو من "المراصد الكبرى" التابعة للوكالة جنبا إلى جنب مع تلسكوب "هابل" هو مرصد فريد لأنه يختلف عن التلسكوبات البصرية الأكثر شيوعا التي تعتمد الضوء المرئي.
ويستخدم المرصد الأشعة السينية لرصد مناطق ساخنة ومضطربة في الأجرام السماوية بشكل أفضل.
وتقول "ناسا" إن الحساسية التي يتمتع بها يمكن أن "تساعد العلماء في الإجابة عن الأسئلة الأساسية حول أصل الكون وتطوره ومصيره".
"شاندرا" و"الثقب الأسود"وبواسطة "شاندرا" ومرصد "نوستار" ساهمت "ناسا" في الحدث التاريخ الذي أعلن عنه في 2019 عندما تم نشر أول صورة على الإطلاق لثقب أسود في الفضاء.
واستخدم علماء الفلك بيانات من المرصدين لقياس سطوع الأشعة السينية للثقب الأسود للمجرة العملاقة M87 البعيدة عن كوكب الأرض 55 مليون سنة ضوئية.
رحلات تجاريةوللمرة الأولى، أرسلت "ناسا" رائدي فضاء على متن مركبة فضائية تابعة لشركة أميركية خاصة يوم 30 مايو 2020. والتحمت المركبة بمحطة الفضاء الدولية يوم 31 مايو.
وانطلق رائدا الفضاء، روبرت بنكين، ودوغلاس هارلي، إلى الفضاء على متن المركبة "دراغون" المملوكة لشركة "سبيس أكس" التي حملها الصاروخ "فالكون 9" من محطة مركز كينيدي لأبحاث الفضاء التابع لوكالة "ناسا".
وتعليقا على الحدث التاريخي، قال بوب كابانا، مدير مركز كينيدي لأبحاث الفضاء في فلوريدا: "لا يمكنني أن أعبر لكم عن مدى غبطتي بانطلاق أول رحلة للبشر من مركز كينيدي إلى الفضاء منذ تسع سنوات".
"جيمس ويب".. ثورة جديدةوفي ديسمبر من العام الماضي، أطلقت "ناسا" تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي، الذي يعتبر أكبر وأقوى تلسكوب على الإطلاق.
ويمكن التلسكوب علماء الفلك من دراسة المجرات البعيدة التي تشكلت بعد "الانفجار العظيم" والتي كانت في وقت سابق مجرد تخيلات في قصص الخيال العلمي. ويتوقع أن يكشف مراحل التاريخ الكوني في النظام الشمسي.
ووقع حدث تاريخي، قبل أيام، عندما التقط التلسكوب أول صورة تظهر مجموعة المجرات "SMACS 0723 " هي "الأعمق والأكثر وضوحا" للكون على الإطلاق يتم التقاطها بالأشعة تحت الحمراء.
ونشر التلسكوب مجموعة صور أخرى مذهلة، من بينها صورة تظهر بخار الماء في الغلاف الجوي لكوكب غازي عملاق بعيد، قالت "ناسا" إنها "الأكثر تفصيلا من نوعها حتى الآن، مما يدل على قدرة التلسكوب غير المسبوقة على تحليل الغلاف الجوي على بعد مئات السنين الضوئية".
وتمثل الصورة "قفزة هائلة إلى الأمام في السعي لتحديد خصائص الكواكب التي يحتمل أن يكون صالحا للعيش خارج الأرض".
وقال توماس زوربوشن، المدير المساعد لإدارة المهام العلمية بوكالة "ناسا": "الوعد بالمنجزات العلمية التي يبشر بها تلسكوب ويب أصبح الآن أقرب مما كان عليه في أي وقت مضى. فنحن نقترب من وقت مثير حقا لاكتشاف الأشياء التي لم نرها أو نتخيلها من قبل".