تقرير حقوقي يكشف عن تعرض المعتقلين في مدينة الصالح بتعز للتنكيل والتعذيب الجسدي والنفسي من قبل الحوثيين

كشفت «منظمة حقوقية دولية» فظائع التعذيب التي تمارسها ميليشيات الحوثي الانقلابية التي حولت مدينة الصالح، من منشآت سكنية إلى سجون سرية يقطنها الرعب ويحيط بها الموت وترتكب فيها أبشع الجرائم والانتهاكات الأخلاقية بحق مئات المدنيين من أهالي محافظة تعز الواقعة جنوب غرب البلاد.  
 
وأفادت منظمة «سام» (حقوقية أهلية مقرها جنيف) في تقرير صحفي لها صدر الاثنين الفائت، بتعرض المعتقلين المناوئين لجماعة أنصار الله الحوثيين في المدينة، لأبشع أنواع للتعذيب من قبل مسلحي الجماعة.  
 
ووصفت بشاعة المعاملة التي يمارسها الانقلابيون تجاه المعتقلين عبر أشكال مختلفة من التعذيب، بداية بالتجويع والمنع من النظافة والحرمان من التهوية والشمس، وصولا إلى التحرش الجنسي والصعق بالكهرباء ونزع الأظافر والحرمان من الطعام لأيام، إلى جانب منع الزيارات عنهم.  
 
وأكدت أن مدينة الصالح التي تضم 860 وحدة سكنية موزعة على 83 مبنى، حول الانقلابيون جزءا منها إلى سجن يتكون من 20 عمارة قسمها الحوثيون لخمسة فروع، الأول سجن الأمن القومي والقسم الثاني السجن الوقائي والثالث سجن الأمنيين والرابع سجن العسكريين والخامس سجن الأمن السياسي، وهي تسميات درجت ميليشيات الحوثي على إطلاقها أمام لجان التفاوض التي تسعى للإفراج عن المعتقلين فيه.  
 
وهناك أسماء أخرى طائفية بحسب المنظمة، يتداولها السجانون وحسب تصنيفات القيادات الحوثية المشرفة على السجن. 
 
 وذكرت منظمة «سام» في تقرير يوثق جرائم الحوثيين بحق المدنيين في مدينة تعز، أن السجناء في سجن الصالح يتعرضون للتعذيب الجسدي المؤلم والتعذيب النفسي، مشيرة إلى أن فريقها استمع إلى إفادة العشرات من ضحايا السجن وشهود آخرين.  
 
ونقلت سام شهادات لـ27 يمنيا كانوا من ضحايا التعذيب والتنكيل التي وصلت إلى المتاجرة بحرياتهم داخل معتقلات الحوثيين.  
 
وأورد التقرير أيضا شهادات لثلاثة وسطاء محايدين ممن سنحت لهم الفرصة لزيارة السجن في إطار البحث والتفاوض للإفراج عن المعتقلين وقابلوا محتجزين، حيث نقل الوسطاء مدى معاناة المعتقلين في سجن شبيه بسجن «الباستيل» في فرنسا وتدمر في سوريا.  
 
واتهمت المنظمة جماعة الحوثي باعتقال ضحاياها لعدة أغراض منها عقاب وإيلام الخصوم ثم التجنيد الإجباري، أو رهائن يفرجون عنهم مقابل مقاتلين محتجزين من عناصرهم وأخيرًا الابتزاز المالي لأسر المعتقلين.  
 
وتخضع معظم أجزاء مدينة تعز لسيطرة القوات الحكومية، فيما يسيطر الحوثيون على أطراف المدينة ويفرضون عليها حصارا مطبقا منذ نحو خمس سنوات.  وذكر تقرير المنظمة أسماء القيادات الحوثية القائمة على إدارة السجن واضطلاع كل منهم بمسؤولية من بينها مهمات التعذيب المروعة.  
 
وتقول منظمة سام في تقريرها، إن مدينة الصالح التي اتخذ الحوثيون من مبانيها سجونا، كان يفترض أن تكون منطقة سكنية يحلم كل شاب يمني أو عائلة اقتناء شقة بها، مضيفة إن المدينة أصبحت كابوس كل يمني، فبعض المعتقلين دخل السجن صاحيا فخرج مجنونا ومنهم من فقد ذاكرته.  
 
وأفادت بأن السجن يأوي 500 شخص من شباب ونساء ومشايخ ممن اختطفهم الحوثيون من منازلهم ومقار عملهم ومن الشوارع.  
 
ويقع بمعتقل الصالح ممارسات نفسية مرعبة، حيث يؤكد أحد الشهود الذين كان بالسجن، أن المعتقلين يتعرضون للتعذيب النفسي يوميا من خلال تغطية الحوثيين لأعينهم وإخبارهم بأنهم عازمون على تصفيتهم ثم إسماعهم صوت الرصاص دون قتلهم.  
 
وتدعو منظمة «سام للحقوق والحريات» المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية في العالم للضغط على جماعة الحوثي المسلحة بإغلاق كافة السجون التي لا تتبع السلطات اليمنية ووقف المعاملة القاسية، والإسراع في إيصال لجان التحقيق للبت في الانتهاكات الجسيمة داخل سجون تعز.