ما نعيشه أكثر مما تتخيله الحياة في قندهار أو كابل!

مساء اليوم بينما كنا ننتظر العشاء في أحد المطاعم القريبة وقف أمامنا أحد الحوثيين بجعبته وسلاحه ولحيته الكثيفة، أخذ نظرة عامة علينا ثم التفت بعينيه المتجهمتين صوب محمد وهو شاب لم يبلغ العشرين، قال له: ما هذه الحلاقة؟! لماذا تتشبه بالنصارى؟! أحلق شعرك وأترك هذه الصياعة!! قالها متجهمًا وواثقًا من سلطته الافتراضية على الواقع والمكان.

تقبلنا الأمر ولم نهتم لتدخله وطريقته الفجة، تحاشيناه بقدر ما أمكننا ووعدناه بأن محمد سيحلق شعره غير اللائق، غادر بعدها ولم نتوقع منه أن ينتظرنا عند بوابة المطعم..

في طريق خروجنا وقف أمامنا مع شخص آخر يرتدي بزة عسكرية وجعبة وسلاحاً. بنفس الشكل والملامح والتجهم قال مجددًا: يجب عليكم أن لا تدعو المنظمات الغربية تؤثر على أخلاقكم ومظاهركم، نحن بلد مسلم ومجتمع مسلم، يجب أن لا نكون كالنصارى!!

حسنًا حسنًا لقد سمعنا كلامك هذا..

بصعوبة ووعود وابتسامة مصطنعة تخلصنا منهم وغادرنا.

هذا فقط..!!

هكذا أصبح واقعنا وحياتنا!!

لقد تزايدت فرضياتهم وتدخلاتهم وغرورهم، هذا لا يعقل ولا يبقى للأبد، هذه خلاصة قناعتي في كل مرة أفكر فيها بهم وبتماديهم المتزايد يومًا بعد آخر، لا يمكن لمن يقف عكس حركة الكون أن يستمر، حركة الكون المبنية على المضي قدمًا للأمام لا على التراجع.

من يقف عكس تيار الكون وحركته ينكسر مهما كانت قوته..

هذا لا يمكن تصوره على الإطلاق لكننا نعيشه أكثر مما تتخيله الحياة في قندهار أو كابل.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك