بدء الاحتفالات المخلدة للذكرى 75 لإنزال النورماندي بمدينة بورتسموث البريطانية

أعطت مدينة بورتسموث البريطانية الأربعاء إشارة الانطلاق للاحتفالات المخلدة للذكرى الخامسة والسبعين لأكبر إنزال بحري في التاريخ في منطقة نورماندي الفرنسية لتحرير أوروبا من ألمانيا النازية أثناء الحرب العالمية الثانية. ويشارك في الحدث الملكة إليزابيث الثانية وقادة آخرون من العالم كالرئيسين الفرنسي والأمريكي ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
 
بدأت صباح الأربعاء مراسم إحياء الذكرى الخامسة والسبعين لإنزال نورماندي البحري في بورتسموث البريطانية في احتفال دولي حضرته ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية وعدد من رؤساء الدول والحكومات بينهم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والرئيسان الأمريكي والفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.
 
وشكلت بورتسموث محطة الانطلاق الأساسية لأكبر أسطول هجوم في التاريخ، ضمّ 156 ألف أمريكيا وبريطانيا وكنديا وعسكريين آخرين من دول الحلفاء، أبحروا إلى الشواطئ الشمالية لفرنسا.
وأدت معركة النورماندي في 6 حزيران/يونيو إلى تحرير أوروبا وساعدت في إنهاء الحرب العالمية الثانية.
 
 
إعلان مشترك
 
وفي إعلان مشترك بمناسبة الذكرى، أكدت الدول الست عشرة المشاركة في احتفالات الأربعاء على مسؤوليتها المشتركة في منع تكرار مآسي الحرب العالمية الثانية.
 
وجاء في الإعلان "خلال الأعوام الخمسة والسبعين الماضية، وقفت أممنا من أجل السلام في أوروبا والعالم، من أجل الديموقراطية، والتسامح وحكم القانون".
 
وتابع الإعلان "نجدد اليوم التزامنا بهذه المبادئ المشتركة لأنها تدعم استقرار وازدهار أممنا وشعوبنا. سنعمل معا كحلفاء وأصدقاء للدفاع عن هذه الحريات متى تعرضت لتهديد".  
 
وأعرب البيان عن التزام هذه الدول بحل الأزمات الدولية بالطرق السلمية، موضحا أنه "بهذه الطريقة، نرفع التحية للمحاربين الناجين من يوم إنزال النورماندي ونكرم ذكرى من مروا هنا قبلنا".
وبمناسبة هذه الاحتفالية، يجتمع قادة العالم في بريطانيا للمرة الأولى منذ الألعاب الأولمبية في لندن عام 2012.
 
رسالة مأساوية
 
وتتضمن الاحتفالات على الشاطئ الجنوبي للمملكة المتحدة فيلما لمدة ساعة يروي أحداث الإنزال مع شهادات محاربين قدامى، بالإضافة إلى عروض مسرحية وعزف موسيقي مباشر، واستعراض جوي.
ويشارك في العروض 4 آلاف عسكري و26 طائرة عسكرية بريطانية و11 سفينة تابعة للبحرية البريطانية.
 
احتفالات بالضفة الأخرى من بحر المانش
 
وستتواصل المراسم بعد ظهر الأربعاء والخميس على الضفة الأخرى لبحر المانش على شواطىء النورماندي في فرنسا. فيما تستعد فرنسا لاستقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإحياء ذكرى إنزال النورماندي الذي يشكل رمزا لاتحاد الحلفاء في مواجهة ألمانيا النازية، بينما تتزايد الخلافات بين جانبي الأطلسي، حول قضايا من إيران إلى التجارة الدولية.
 
ويتوقع أن يشارك أكثر من ثلاثين ألف شخص بينهم نحو 500 من المحاربين القدامى الأسبوع المقبل في الاحتفالات الرئيسية في ذكرى السادس من حزيران/يونيو 1944 يوم إنزال الحلفاء في منطقة النورماندي بغرب فرنسا، الذي شكل محطة أساسية من تحرير أوروبا من سلطة النازيين.
 
فرصة للحوار مع الولايات المتحدة
 
وتأمل باريس في أن يشكل ذلك فرصة للحوار مع رئيس الولايات المتحدة الذي أفضت زيارته الأخيرة في ذكرى مرور مئة عام على الهدنة في الحرب العالمية الأولى في 1918، إلى سلسلة من التغريدات الغاضبة ضد ماكرون.
 
وكان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حضر في 2014 مراسم إحياء ذكرى مرور سبعين عاما على إنزال النورماندي بحضور الرئيس الفرنسي حينذاك فرانسوا هولاند ونظيره الروسي فلاديمير بوتين والملكة إليزابيث الثانية وميركل. ومن المقبرة الأمريكية في كولفيل ألقى خطابا مؤثرا أشاد فيه بالرجال والنساء الذين قاتلوا "لتغيير مجرى التاريخ والإنسانية".
 
وقال فرانسوا هيسبورغ مستشار الشؤون الأوروبية في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن أن "العالم لم يعد هو نفسه"، بعد خمس سنوات. وأضاف "في 2014، أمن الهجوم الروسي في القرم للحلفاء الذين حضروا فرصة لتأكيد وحدتهم. اليوم سينتظر كل العالم بقلق تغريدة مدمرة لدونالد ترامب".