غزة: منظمات حقوقية تدين اعتقال حماس لمئات من متظاهري حملة "بدنا نعيش"

أعرب مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية في بيان الثلاثاء عن خشيته من تعرض مئات المتظاهرين الذين اعتقلتهم حماس خلال مشاركتهم في احتجاجات ضد غلاء المعيشة في قطاع غزة، إلى التعذيب وسوء المعاملة. وخرجت في الأسبوع الأخير مظاهرات ضد الضرائب التي تفرضها حكومة حماس في قطاع غزة، وتنادي بتحسين الحياة المعيشية الصعبة، في إطار حملة "بدنا نعيش" ما يشكل تحديا جديدا لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة المحاصر.

استنكر مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية في بيان الثلاثاء "الاستخدام المفرط للقوة" من طرف الأجهزة الأمنية لمواجهة الحراك السلمي ضد الضرائب التي فرضتها حركة حماس مؤخرا في قطاع غزة المحاصر.

وأضاف المجلس في بيانه إنه "ينظر بخطورة بالغة إلى تطورات المشهد وانهيار أوضاع حقوق الإنسان في قطاع غزة، وتداعيات استخدام القوة المفرطة من قبل الأجهزة الأمنية، لمواجهة الحراك السلمي".

ويؤكد المجلس أنه "في ضوء استمرار منع طواقم عمل المؤسسات الحقوقية من زيارة المحتجزين في مراكز التوقيف، وعدم الكشف عن الأماكن غير المخصصة للاحتجاز، وباستثناء ما رشح إليه من معلومات، فإنه يبدي خشيته من تعرض المحتجزين إلى مزيد من أشكال التعذيب وسوء المعاملة".

الأمم المتحدة تدين "حملة الاعتقالات والعنف"

من جهتها، أدانت الأمم المتحدة "حملة الاعتقالات والعنف" معتبرة أن المواطنين في القطاع "الذين عانوا طويلا كانوا يحتجون على الوضع الاقتصادي الأليم ويطالبون بتحسين نوعية الحياة في قطاع غزة".

وإثر حملة الاعتقالات التي طالت أيضا عشرات من قياديي وعناصر حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، هدأت وتيرة هذه المظاهرات رغم أن المنظمين دعوا في بيان إلى مواصلة المظاهرات.

زيادة الضرائب ارتفاع أسعار العديد من السلع

في الآونة الأخيرة، رفعت حكومة حماس الضرائب المفروضة على السجائر وغيرها من السلع المستوردة، إذ وصل سعر الطماطم إلى ثلاثة أضعاف، بينما ارتفعت أسعار العديد من السلع الأساسية.

وفي مواجهة الاحتجاجات، اعتُقل مئات الأشخاص لفترات وجيزة ومتفاوتة، بينما تحدث عدد منهم عن التعرض للضرب خلال عملية الاستجواب أو الاحتجاز من قوات حماس.

وتقول الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان التي أنشئت بقرار من السلطة الفلسطينية، إن "أكثر من 1000 شخص تم استجوابهم أو احتجازهم" حتى الثلاثاء.

ومنذ الخميس وعلى مدى عدة أيام، تجمع مئات الفلسطينيين في مواقع متعددة بمختلف مناطق القطاع بدعوة من نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي للحراك الشعبي الذي أطلق عليه "بدنا نعيش" ضد الغلاء في الأسعار.

وقام عناصر شرطة حماس باعتقال مئات المتظاهرين وفق ما تقول مراكز حقوقية في غزة.

وشدد نشطاء على أن احتجاجاتهم ليست مسيسة، وإنما مطلبية لتحسين الظروف المعيشية.