الفساد ونهب المال العام يُصعّد الصراع بين أجنحة مليشيا الحوثي في جامعة ذمار

تستمر، وبوتيرة عالية، الخلافات بين أجنحة قيادات مليشيا الحوثي في جامعة ذمار.. فاقمها إصدار طالب النهاري المعين للقيام بأعمال رئيس جامعة ذمار، قراراً بتعيين عميد جديد لكلية الهندسة.
 
وقال مصدر مسؤول في جامعة ذمار لوكالة خبر، إن طالب النهاري، القائم بأعمال رئيس جامعة ذمار، أصدر قراراً بتعيين الحوثي عبدالرحمن الكحلاني عميداً لكلية الهندسة بدلاً عن الحوثي محمد الحيفي الذي قدم استقالته بسبب صراعات داخليه تشهدها قيادات المليشيا بجامعة ذمار.
 
وأوضح المصدر، أن جناح الحوثي طالب النهاري المكلف من المليشيا للقيام بأعمال رئيس الجامعة كان يضغط على "الحيفي" لتوريد ملايين الريالات من حساب الكلية وهذا ما كان يتم إلى أن تم نهب أغلب حسابات الكلية.
 
وأكد المصدر أن عمليات النهب الممنهج لإيرادات الكلية دفع أساتذة قسم الهندسة المعمارية للخروج عن صمتهم حيث طالبوا بمستحقاتهم المالية التي لم تصرف لهم منذ فترة طويلة، بسبب إهمال وتقصير العميد "الحيفي" الذي تهرب من صرف المستحقات بتقديم استقالته.
 
وطبقاً للمصدر فإن تقديم الحوثي "الحيفي" الاستقالة كانت فرصة للجناح الحوثي الآخر، استغلها طالب النهاري ليصدر قرارا بتعيين عبدالرحمن الكحلاني عميداً لكلية الهندسة.
 
وأرجع المصدر هذا التغيير بكونه جاء كنتيجة طبيعية للفساد وسوء الإدارة والفساد المستشري الذي يمارسه القائم بأعمال رئيس الجامعة طالب النهاري حاليا والذي اشتهر به عندما عمل سابقا في كلية العلوم التطبيقية وتم تغييره بسبب فساده في إدارة الكلية.
 
وبحسب المصدر، فإن عبدالحافظ أبوخلبه الموالي للمليشيا الذي عين مؤخرا قائما بأعمال أمين عام الجامعة غارق في وحل قضايا فساد وعليه أحكام قضائية بذلك.
 
ولفت المصدر، أن المستقيل محمد الحيفي اتهم أيضاً باستغلال العمادة لتحقيق مصالح له ولعائلته خاصة ابنه وابنته اللذين تم توظيفهما في الكلية، والإغداق عليهما بالمكافآت والنثريات والحوافز والإكراميات فيما أساتذة وموظفو الكلية محرومون من كل هذه الصرفيات.
 
وكان تم تعيين "الحيفي" عميدا لكلية الهندسة قبل عامين، حيث قام بتنفيذ المهام الموكلة إليه من قيادة المليشيا وخصوصا تجنيد عدد من طلاب الكلية وإرسالهم إلى الجبهات ولقي أغلبية الطلاب حتفهم في محارقها العبثية.
 
ووصف المصدر هذا التغيير أنه من سيئ إلى أسوأ خصوصاً أن الكحلاني سيدير عمادة كلية الهندسة من مسكنه في العاصمة صنعاء وليس من مقر الكلية بمدينة ذمار.
 
الجدير بالذكر، أن الصراع في كلية الهندسة هو جزء صغير للصراع الكبير بين أجنحة مليشيا الحوثي في جامعة ذمار الغارقة في فساد وخلافات قيادات مليشيا الحوثي على نهب المال العام والتي كان آخرها صراع الحوثي طالب النهاري مع المتحوث عبدالكافي الرفاعي على الموارد المالية لمعهد التعليم المستمر.